فنادى مناد الحقوا ببلادكم ... فقدما أبان الخصب منها وأمرها
وإن بلاد الحجر أضحت وما ترى ... بها جالساً إلا أهاجيل وقعا
على كل قصر قد تخرب جوفه ... يجاوبن بالأسحار يوماً واصوعا
فلما هبطنا أرض حجر وقرحها ... وجدنا بها ماء كثيراً ومرتعا
وقال مبدع أيضاً يذكر ثمود ما أصابها:
لعل عدوكم نزل البطاحا ... غدوا كان ذلك أم رواحا
فكانت غارة منهم إليكم ... قبيل الصبح فاعتسفوا اللقاحا
فإن تكن اللقاح ذهبن منكم ... وصار الشيخ يغتبق القداحا
فكانت غارة قدرت عليهم ... أتتهم في ديارهم صباحا
فقلت بلى غدواً حلى صبحا ... مع الإشراق خلناه رياحا
فكانت صيحة لم تبق شيئاً ... بوادي الحجر وانشقت رماحا
فخر لصوتها أجيال حجر ... وخرمت الأسافر والصفاحا
وأدركت الوحوش فقبعتها ... ولم تترك لطائرها جناحا
ونجى صالحاً في مؤمنسه ... وطحطح كل جبار فطاحا
وقال مبدع أيضاً وهو يذكر الذريعة وكانت مقعدة، وهي كلبه ابنه سلق حين خرجت من الحجر لما عينت حتى أتت أهل قرح فأخبرتهم بهلاك ثمود، ثم أصابها ما أصابهم فقال:
نشدتك يا ذريع لتخبريني ... بأي الأرض أدركك المقيل
أبا لوادي فكيف نجوت منه ... وقد هلك الأرامل والكهول
فقالت إن قومي خلفوني ... بحيث أضر بالعلم السبيل
وقالوا إن حسست ذريع شيئاً ... فحرزك ذلك الجبل الطويل
فإن غداً يكون هلاك حجر ... ولا يبقى بواديهم رجيل