للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

من يتق الله يكن رابحاً ... لا يبرح الدهر مع الرابح

أضحوا بما قد فعلوا ضحضحا ... فيه العساقيل بلا فادح

حتى يسير الراكب المغتدى ... فيه على البازل والقارح

ويترك الأجيال مأمونة ... جمامة الماء بلا ناصح

ما الله عن ناقته غافل ... يوماً ولا عن عبده صالح

ويل قدار بالذي قدمت ... له عجوز الحجر من جارح

وقال حسان بن ثابت يذكر ثموداً وعبد الله:

يكوى إذا رام الهجاء لقومه ... ولاح شهاب من سنا البرق واقد

كأشقى ثمود إذ تناول سيفه ... يريد هلاك الصقب والصقب وارد

فقيل لهم فاستمتعوا في دياركم ... جاءكم ذكر لكم ومواعد

ثلاثة أيام من الدهر لم يكن ... لهم صاريف الذي قال زائد

ذكر محمد بن إسحاق من غير عبيد شرية عن الرواة: أن صالحاً - صلى الله عليه وسلم - لما آتاه خبر الناقة اجتمع إليه المؤمنون فقال لهم: توقعوا عذاب الله لقومكم، قالوا: يا صالح ادع ربك إلا ينزل بهم العذاب لعلهم يؤمنون، فقال صالح: أدركوا الصقب، فلعل إن أدركتموه إلا يعذبوا. فانطلقوا ومعهم صالح في طلب الصقب، فإذا الصقب قد طلع جبلا منيعاً أتى صخرة في رأس الجبل، فطلعها فرغا عليها رغاء شديداً واسم الجبل فيما يزعمون ظلم فأتاهم صالح فلما رأى الناقة قد عقرت بكى. ثم قال: انتهكتم حرمة الله تحل بكم نقمته، فلما رأى الصقب - وهو على رأس الجبل - قال صالح: يا أمتاه، فدعا صالح ربه بهلاكهم، فاستجيب له. قال صالح: تمتعوا في داركم ثلاثة أيام ويأتيكم العذاب يوم رابع، فانطلقوا يطلبون الصقب، فلما علا الجبل لم يقدروا

<<  <   >  >>