للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بأمر ماض الهم ذي حنكة ... نقهر من شئنا بجيش لهام

نقتل منهم شيخ أملاكهم ... أروع قرم غير وغد كهام

يسكن البربر في قصفص ... كتائب سارت كمثل الغمام

ثم ابتنى البنيان في جوفها ... بغير ما كره لدهر الدوام

قال معاوية: فكم ملك لله أبوك يا عبيد؟ قال: ملك افريقيس مائة سنة وأربعاً وستين سنة. قال معاوية: فمن ملك بعده يا عبيد؟ قال: ملك أخوه العبد بن ابرهة ذو الاذعار، فسقط شقه من الفالج، فلم يغز بنفسه وكان يوجه في الغزو سنة ويمكث ثلاث سنين - وكان مهيباً قال: لله درك يا عبيد، ما سمعت برجل من أهل اليمن هم له أكثر ذكراً وبمسيره وإثخانه في الأرض أكثر تعجباً منهم له؟ قال عبيد: ذلك من لا علم له أمير المؤمنين وما كان ذكرهم لذي الاذعار، إلا لما كان أصاب من السبايا معابيه وهدية بلغ بها إلى أبيه فيما بلغنا والله اعلم. قال: فهل قيل في ذي الاذعار شعر سمي فيه ذي الاذعار؟ قال عبيد: نعم، إنه لما مات رثاه رجل مناهل بيته - يقال له المعترف بن وائل بن يعفر بن عمرو - قال عبيد: قال المعترف بن وائل يرثى ذا الاذعار حيث قال:

عجبت للدهر وبلوائه ... وصرف أيام له فانيه

بينا يردينا لباس الهوى ... إذ مال لا يبقى على باقية

لو كان هذا الدهر اذهرنا ... له ود من الأرباب والحاشية

عمرو وذو الاذعار في ملكه ... لكنما الدنيا هي الفانية

<<  <   >  >>