للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مكة فأمر الرياح فوقفت ثم قال: هذا بيت الله الذي ابتناه أبي إبراهيم صلوات الله عليه وهو أول بيت وضع في الأرض أمر الله به أبي آدم عليه السلام فبناه، ثم نزل سليمان فصلى فيه، ثم سار.

قال معاوية: لله أبوك يا عبيد فمتن كان أهل الحرم يومئذ؟ قال عبيد: نحن يا أمير المؤمنين وسلفنا على الحق يومئذ. قال معاوية: فمن كان يلي البيت مر به سليمان بن داود؟ قال: البشر بن عامر بن عمرو بن الحارث بن مضاض بن عمرو.

قال معاوية: خذ في حديثك. قال عبيد: ثم سار سليمان إلى أرض اليمن، حتى إذا كان على مسيرة ثلاثة أيام من مدينة ملك اليمن أراد سليمان النزول - وكان لا ينزل إلا على ماء - وكان الهدهد الذي يدله على الماء فافتقد سليمان الهدهد حين دخلت عليه الشمس من موضعه - وكان مثل البطة - وذلك قول الله تبارك وتعالى {وتفقد الطير فقال ما لي لا أرى الهدهد أم كان من الغائبين} إلى آخر الآية. قال: وما يعني بالعذاب يا عبيد؟ وإنما هو طائر. قال عبيد: يا أمير

المؤمنين سمعت ابن عمك عبد الله بن عباس يقول: إنه النتف حتى لا يطير مع الطير. قال معاوية: فهل تعرف يا عبيد قوله {أو ليأتيني بسلطان مبين} ما هو؟ قال: العذر المبين. قال: فمن أين علمت ذلك؟ قال: من قبل ابن عباس. قال معاوية: فما صنع الهدهد؟ قال عبيد: كان الهدهد قد تقدم فلقي هدهد أرض سبأ، فقال لهدهد سليمان: أخبرني ما هذا الذي أرى ما رأيت ملكاً أعجب من هذا راكباً على الريح معه الجنود ما لم أره أو أسمع بمثله! قال له هدهد

<<  <   >  >>