من حمير يقال له: يعفر بن عمرو. فسار يعفر حتى دخل أرض الهند وتبعه الرائش ذو مرراثد فقاتل أهل الهند يعفر حتى آتاه الرائش فغلب عليهم فقتل المقاتلة له وسبى الذرية وغنم الأموال ورجع إلى اليمن من جهة مطلع الشمس وكان طريقه مدينة الصغد وهي سمرقند وخلف يعفر بن عمرو في اثني عشر ألفاً في مدينة بناها الرائش ذو مراثد وسماها على اسم الرائش. فلم يقدر أهل الهند يقيمون اسمها فسموها الرائد فهي مدينتهم اليوم وبها ملكهم. وقال في ذلك نوفل بن سعد من رؤساء حمير:
من ذا من الناس له ما لنا ... من عارب في الناس أو أعجمي
سار بنا الرائش في جحفل ... مثل مفيض السيل كالأنجم
يوماً لأرض الهند يسمولها ... تجري به الأمواج كالضغيم
فأول الغاية قاموا بها ... واستسلموا للفيلق المظلم
في بحرها المنشور سام به ... يوم أمام الملك المعلم
يغيرها يعفر اذ جاءها ... يا حبذا ذلك من مقدم
فصبح الهند له وقعة ... هدت قواه بالقنا الصيلم
وانغص الرائش أملاكها ... وآب بالخيرات والأنعم
فالدر والياقوت يجبي له ... والخرد الأبكار في الموسم
قال وهب: ولما صار الرائش بجبال خراسان أتته هدايا أرمينية اتقوه خوفاً لما وقع في الهند فأرسل ملوك أرمينية ببزاة بيض وديباج وسروج ومتاع عجيب مما يقابل به الملوك فقال للرسل: كل هذا في أرضكم؟ قالوا: نعم أيها الملك. قال: فلم نأخذ شيئاً إذ لم نأخذ أرض أرمينية، فسار يريد أرض