للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[لله تعالى أن يحلف بما شاء]

أما قسم الخالق: فيجوز أن يقسم الله جل في علاه بما شاء من خلقه؛ لأن خلق الله دلالة على عظمة الخالق سبحانه وتعالى، فقد أقسم الله بالسماء وبالنجوم، وأقسم بالأنبياء وأقسم بعمر النبي صلى الله عليه وسلم، قال الله تعالى: {وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ} [الطارق:١ - ٢].

وقال الله جل في علاه: {وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى * مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى} [النجم:١ - ٢].

وأيضاً: أقسم الله جل وعلا بيوم القيامة: {لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ} [القيامة:١].

وأيضاً: أقسم بالشمس: {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا * وَالْقَمَرِ إِذَا تَلاهَا * وَالنَّهَارِ إِذَا جَلَّاهَا * وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَاهَا} [الشمس:١ - ٤].

وأقسم الله جل في علاه بالجبل فقال: {وَالطُّورِ * وَكِتَابٍ مَسْطُورٍ * فِي رَقٍّ مَنْشُورٍ} [الطور:١ - ٣].

وأقسم الله جل في علاه بعمر النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يقسم الله بعمر أحد من أنبيائه إلا بعمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: {لَعَمْرُكَ إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ} [الحجر:٧٢].

أقسم بعمر النبي صلى الله عليه وسلم تعظيماً لعمره؛ لأن الدنيا كلها أشرقت بشمس الإسلام الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم.

فالله جل في علاه يقسم بما شاء: {لا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ} [الأنبياء:٢٣].

وأما القسم من المخلوق: فحرم الله عليه أن يقسم بأحد غير الله جل في علاه.

<<  <  ج: ص:  >  >>