للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يجوزُ، ويجب تنزيل الوجه السابق أنَّه لا يكره وإنْ أفرط على ما إذا لم ينتَهِ بالإفراط إلى ذلك الحدِّ، وإلاَّ لم يكنْ لهذا الوجه الضعيف مدركٌ أصلاً.

(تَنْبِيه ثانٍ) ممَّا يدلُّ على ندْب تحسين الصوت بقِراءة القُرآن بشرط السلامة عن أدنى تغييرٍ فيه، أنَّه - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((زَيِّنوا القُرآنَ بأصواتِكُم))؛ رواه أحمد، وأبو داود، والنسائي، وابن ماجه، وابن حبان، والحاكم، وعلَّقَه البخاري بالجزم فهو حديثٌ صحيحٌ (١)، ولابن حبَّان عن أبي هريرة، والبزار عن عبدالرحمن بن عوف، وللحاكم من طريق أخرى عن البراء أنَّه - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((زيِّنوا أصواتَكُم بالقرآنِ))، وهي فِي الطبراني من حديث ابن عباس (٢)، ورجَّح هذه الرواية الخطابيُّ، قال شيخ الإسلام فِي تخريج أحاديث الرَّافِعِي: وفيه نظَرٌ؛ لما رواه الدارمي والحاكم بلفظ: ((زَيِّنوا القُرآن بأصواتكم، فإنَّ الصوت الحسن يزيدُ القُرآن حُسنًا))، فهذه الزيادة تُؤيِّد معنى الرواية الأولى (٣).


(١) أخرجه أحمد (٤/ ٢٨٣)، والدارمي (٣٥٠٠)، والبخاري تعليقًا (كتاب التوحيد / باب قول النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((الماهر بالقُرآن مع الكِرام البرَرَة، وزيِّنوا القُرآن بأصواتكم))، وابن ماجَهْ (١٣٤٢)، وأبو داود (١٤٦٨)، والنسائي (٢/ ١٧٩)، وأبو يعلى في "مسنده" (١٦٨٦)، والروياني في "مسنده" (٣٥٢)، والطبراني في "الأوسط" (٧٢٠٦)، والحاكم (٢٠٩٨)، والبيهقي (٢/ ٥٣)، وصححه ابن حبان (٧٤٩) من حديث البراء بن عزب رضي الله عنه.
(٢) أخرجه عبدالرزاق (٢/ ٤٨٥) (٤١٧٦)، الحاكم (٢٠٩٩)، وصحَّحه ابن حبان (٣/ ٢٥) (٧٤٩) من حديث البراء، وأبو عوانة في "مستخرجه" (٣١٤٦) وصحَّحه ابن حبان (٣/ ٢٦ رقم ٧٥٠) من حديث أبي هريرة، والطبراني في "الكبير" (١١/ ٨١) من حديث ابن عباس، وقال الهيثمي في "المجمع" (٧/ ١٧١) رواه الطبراني بإسنادين، وفي أحدهما عبدالله بن خِراش، وثَّقه ابن حبان، وقال: ربما أخطأ، ووثَّقه البخاري وغيرُه، وبقيَّة رجاله رجالُ الصحِيح.
(٣) "تلخيص الحبير"؛ لابن حجر (٤/ ٢٠١)، والحديث أخرجه الدارمي (٣٥٠١)، والحاكم (٢١٢٥)، والبيهقي في "شعب الإيمان" (٢١٤١) من حديث البراء بن عازب - رضِي الله عنه.

<<  <   >  >>