للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويقول ابن خلدون: «كان القرآن ينزل جملا جملا، وآيات آيات لبيان التوحيد والفروض الدينية بحسب الوقائع» (١).

والنيسابورى: «إن نزول القرآن بحسب الوقائع والحوادث أوفق فى باب التكليف والاستبصار» (٢).

والقسطلانى: «إن الوحى فى الزمن الأخير من الحياة النبوية كان أكثر نزولا لأن الوفود بعد فتح مكة كثروا، وكثر سؤالهم عن الأحكام» (٣).

وقد أظهرت الأقوال السابقة أهمية أسباب النزول فى تفسير كثير من الآيات ووصفت الضوابط التى يمكن بواسطتها الاستعانة بها.

وابن عاشور استعان بأسباب النزول وجعل لها فصلا خاصا من المقدمات العشر التى ذكرها فى مقدمة التحرير والتنوير حيث رسم فيه منهجه فى الاستعانة بهذه الوسيلة، ومما ذكره فى هذا الفصل.

«أولع كثير من المفسرين يتطلب أسباب نزول آى القرآن، وهى حوادث يروى أن الآيات من القرآن نزلت لأجلها لبيان حكمها أو حكايتها أو إنكارها أو نحو ذلك، وأغربوا فى ذلك وأكثروا حتى كاد بعضهم أن يوهم


- ويقول الزركشى:" تنجيم القرآن أقرب إلى الضبط والتثبت" البرهان فى علوم القرآن ج ١ ص ٢٣٦.
دار إحياء الكتب العربية ١٣٧٦ هـ- ١٩٥٧ م.
ويقول ابن حجر:" لو نزل جملة واحدة على أمة أمية لا يقرأ غالبهم ولا يكتب لشق عليهم حفظه"، فتح البارى بشرح صحيح البارى ج ٩ ص ٦.
(١) ابن خلدون، المقدمة، ص ٤٣٨ ط ١ مصطفى محمد.
(٢) غرائب القرآن ورغائب الفرقان، هامش تفسير الطبرى ج ١٩ ص ١٢.
(٣) إرشاد السارى إلى شرح صحيح البخارى ج ٧ ص ٤٩٦.
وانظر الإتقان للسيوطى ج ١ ص ٣٨ النوع التاسع:" معرفة سبب النزول" دار المعرفة بيروت- لبنان ط ٤، ١٣٩٨ هـ- ١٩٧٨ م.
وانظر لباب النقول فى أسباب النزول للسيوطى، هامش تفسير الجلالين دار المعارف- القاهرة.

<<  <   >  >>