للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وفى ابن عطية: قيل نزلت فى اليمان. والد حذيفة بن اليمان حين قتله المسلمون يوم أحد خطأ.

«وفى رواية للطبرى: أنها نزلت فى قضية أبى الدرداء حين كان فى سرية، فعدل إلى شعب فوجد رجلا فى غنم له، فحمل عليه أبو الدرداء بالسيف، فقال الرجل" لا إله إلا الله" فضربه فقتله وجاء بغنمه إلى السرية، ثم وجد فى نفسه شيئا فأتى إلى النبى- صلى الله عليه وسلم- فذكر له فنزلت الآية» (١).

ونحن هنا أمام ثلاث روايات فى سبب نزول هذه الآية الأولى ذكرها الطبرى والواحدى، والثانية ابن عطية فى تفسيره، والأخيرة الطبرى وحده، والأولى والأخيرة ذكرهما الطبرى على الرغم من اختلافهما.

وفى الإتقان: «كثيرا ما يذكر المفسرون لنزول الآية أسبابا متعددة، وطرق الاعتماد فى ذلك أن ينظر إلى العبارة الموافقة، فإن عبّر أحدهما بقوله:

نزلت فى كذا، والآخر نزلت فى كذا، وذكر أمرا آخر، فإن هذا يراد به التفسير لا ذكر سبب النزول، فلا منافاة بين قوليهما إذا كان اللفظ يتناولهما، وإن عبر أحد بقوله نزلت فى كذا، وصرح الآخر بذكر سبب النزول فهو المعتمد، وذاك استنباط» (٢).

وأحيانا ما يذكر رواية واحدة كما فى قوله تعالى:

وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكاذِبِينَ (سورة العنكبوت: الآية ٣).

روى الطبرى عن عبد الله بن عبيد بن عمير قال: نزلت هذه الآية:

الم* أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا إلى قوله: وَلَيَعْلَمَنَّ الْكاذِبِينَ (٣).


(١) التحرير والتنوير ج ٥ ص ١٥٧.
(٢) الإتقان ج ١ ص ٤٢، وانظر" النوع السابع والسبعين".
(٣) سورة العنكبوت: الآيات ١، ٢، ٣.

<<  <   >  >>