للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

«فى عمار بن ياسر إذ كان يعذب فى الله، هو وأمثاله مثل عياش بن أبى ربيعة، والوليد بن الوليد، وسلمة بن هشام ممن كانوا يعذبون بمكة، وكان النبى- صلى الله عليه وسلم- يدعو لهم الله بالنجاة لهم وللمستضعفين من المؤمنين» (١).

«ورواية الطبرى هذه عن عبد الله بن عبيد بن عمير صريحة الجزم بأنها فى سبب نزول الآيات المذكورة وقد نبّه السيوطى إلى ان قبيل المسند من الصحابى إذا وقع من تابعى فهو مرفوع أيضا لكنه مرسل، فقد يقبل إذا صح المسند إليه وكان من أئمة التفسير الآخذين عن الصحابة كمجاهد وعكرمة وسعيد بن جبير أو اعتضد بمرسل آخر أو نحو ذلك» (٢).

وكما ذكر فى قوله تعالى:

وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ (سورة النور الآية ٥٥).

قال أبو العالية (٣): مكث رسول الله بمكة عشر سنين بعد ما أوحى إليه خائفا هو وأصحابه، ثم أمر بالهجرة إلى المدينة وكانوا فيها خائفين


(١) التحرير والتنوير، ج ٢٠، ص ٢٠٦.
(٢) انظر: الإتقان، ج ١، ص ٤٢.
(٣) أبو العالية: هو رفيع بن مهران الرياحى مولاهم، أدرك الجاهلية وأسلم بعد وفاة النبى صلى الله عليه وسلم بسنتين، روى عن على وابن مسعود وابن عباس وابن عمرو وأبى بن كعب وغيرهم، وهو من الثقات التابعين المشهورين بالتفسير، قال فيه ابن معين وأبو زرعة وأبو حاتم ثقة، وقد أجمع عليه أصحاب الكتب الستة.

<<  <   >  >>