(٢) يلاحظ أن البرتوكولات هنا تغترف من كتاب "الأمير" لمكيافلي اغترافاً (راجع الترجمة الانجليزية لكتاب الأمير The Prince ص ١٣٠، ١٣٣، ١٣٤، ١٤٣، ١٤٤، ١٧٨، طبعة افريمان)، ودعواها هنا كاذبة، حتى في سياسة الشعوب التي لم تنضج سياسياً. وسير الحكام الافاضل مثل عمر في التاريخ تهدم هذا الرأي من أساسه. ولا دليل حق على أن الشعوب في عهد الحكام الاشرار كانت أحسن حالاً منها في عهد الحكام ساستها الأشرار الاخيار. بل ان التاريخ يثبت على الدوام ان الشعوب في عهد الساسة الاخيار كانت اسعد حالاً منها في عهد الحكام الاخيار. والمغالطة ناشئة من ان بعض الحكام غير الناضجين في السياسة يكونون ذوي نيات خيرة، ولكن ليست لهم المقدرة السياسية على تنفيذها، فيتعثرون ويعثرون شعوبهم معهم. غير ان السبب هو النقص في مقدرتهم السياسية لا في تمسكهم بالاخلاق الفاضلة.