وبدأت أقرأ الكتاب، وأجد أن كل الذين ترجموه في انجلترا وفرنسا واسبانيا وايطاليا قد قتلوا جميعاً، وأن الصحف التي نشرته قد نسفت لأن اليهود حريصون على أن يظل سراً. وترددت قليلاً .. ثم كثيراً .. وسألت العقاد عن صحة هذا الكلام فأيده ضاحكاً، ولم أفهم في ذلك القوت هل كان العقاد جاداً أو ساخراً. وقرأت كتاباً للصحفي الألماني "كونراد مامبرن" عن "الزعيم هتلر" وجاء في الفصل الأول من هذا الكتاب ان فيلسوفه (روزنبرغ) قد استفاد من هذا الكتاب وطبقه على يهود المانيا وابادهم جميعاً. ووجدت للكاتب معنى آخر .. وفكرت في ترجمته، ولم أكد أبدأ في الكتابة المقدمة له حتى عرفت أن أدبياً آخر هو "خليفة التونسي" وقد فرغ من ترجمته .. وحمدت الله .. وأنا اشرك لصديقنا الاستاذ انيس خالص نصحه واشفاقه وصراحته .. ولا أنسى أن اشكر له أيضاً جملته الأخيرة هنا "وحمدت الله" بكل معانيها الظاهرة والخافية، سواء منها الطيبة و .. الطيبة ايضاً .. وأقول ما قال شاعر قديم يناجي نفسه أمام خطر كهذا: "فإن تنج منها تنج من ذي عظيمة ... والا فأني لا اخالك ناجيا"