(٢) ان هذا الاختلاف لا يناقض مبدأ المساواة كما يفهمها العقلاء مساواة في حرية الحياة والملك والفوز بثمرات العمل والمواهب ونحو ذلك فأما ما وراء ذلك من اختلاف في العقل والشخصية والطاقة والعمل ونحو ذلك فهو خير للناس ومعروف عندهم، لا ريب فيه ولا مهرب منه، ولكنه لا يحول بينهم وبين المساواة في حق الحياة والامتلاك ونحوهما مما ذكرنا. (٣) ينشأ عن احتكار الحكام للاسرار السياسية كلها وأسبابها قصور المحكومين عن فهم الحوادث وأسبابها الحقيقية ببساطة فهماً صحيحاً، فتلتوي لذلك أمامهم الحقائق أو يضربون في متاهات من الخيالات، ولو اكتفى الحكام باحتكار الاسرار العليا وحدها ومرنوا المحكومين على النظر في الحوادث وأسبابها السهلة مدة طويلة وشاركوهم في الحكم وتحمل المسؤوليات لكفاهم ذلك وكفى الناس متاعب كثيرة، لأن تمرين المحكومين على ذلك سيربيهم تربية سياسية صحيحة كما يجري الآن في بريطانيا.