للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لكم خبرة بما نستطيع أن نفعله من اجل خيركم؟ " (١).حينئذ سيحملوننا على أكتافهم عالياً. في انتصار وأمل وابتهاج، وان قوة التصويت التي درنا عليها الأفراد التافهين من الجنس البشري بالاجتماعات المنظمة وبالاتفاقات المدبرة من قبل، ستلعب عندئذ دورها الأخير، وهذه القوة التي توسلنا بها، كي "نضع انفسنا فوق العرش"،ستؤدي لنا ديننا الأخير وهي متلهفة، كي ترى نتيجة قضيتنا قبل أن تصدر حكمها.

وكلي نحصل على اغلبية مطلقة ـ يجب أن نقنع كل فرد بلزوم التصويت من غير تمييز بين الطبقات. فإن هذه الأغلبية لن يحصل عليها من الطبقات المتعلمة ولا من مجتمع مقسم إلى فئات.

فإذا أوحينا إلى عقل كل فرد فكرة أهميته الذاتية فسوف ندمر الحياة الأسرية (٢) بين الأممين، تفسد أهميتها التربوية، وسنعوق الرجال ذوي العقول الحصيفة عن الوصول إلى الصدارة، وان العامة، تحت ارشادنا ـ ستبقى على تأخر أمثال هؤلاء الرجال، ولن تسمح لهم أبداً ان يقرروا لهم خططاً (٣).


(١) ان الشيوعية اليهودية تنفذ هذه الخطة في روسيا، وشبيه بهذا ما يحدث عقب كل انقلاب سياسي في أمة إذ ينعى أصحابه على سابقيهم أخطاءهم ويكبرونها ويتزيدون علينا ويرسمونا في أشنع الصور، وهم يحرصون على ذلك أكثر من حرصهم على بيان محاسن حكمهم الجديد، سوءا كانوا خيراً من السابقين أو شراً منهم، والدهماء كالانعام لا يميزون الخبيث من الطيب. ولكن العلية في أعلى الأمم وادناها هم المسؤولون عن ذلك خيره وشره، حتى حين يغلبهم السفهاء.
(٢) ان اليهود يحاولون في روسيا تحطيم نظام الاسرة لأنه أقوى عقبة ضد نظامهم بل يحاربونه علمياً في كل مكان كما يظهر من آراء "دور كايم" اليهودي في علم الاجتماع في فرنسا (ص٨٣).
(٣) هذه الخطة تنفذ اليوم بنجاح عظيم، والجماهير التي لا تحن تقدير الأمور التي فوق مستواها، لا يعينها إلا اللغط بما يقال لها دون تمييز، بل كلما انحط الشيء ولو كان كذباً أو خطأ ـ كان أقرب إلى ذوقها وأرضى لها.

<<  <   >  >>