للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

في روسيا سنة ١٩١٧، فوقع اختيار جريدة "المورننغ بوست Morning Post" على مراسلها الأستاذ فكتور مارسدن ليوافيها بأخبار الانقلاب الشيوعي من روسيا، واطلع قبل سفره على عدة كتب روسية كانت من بينها البرتوكولات التي بالمتحف البريطاني، فقرأ النسخة وقدر خطرها، وراى ـ وهو في سنة ١٩١٧ ـ نبوءة ناشرها الروسي الاستاذ نيلوس بهذا الانقلاب سنة ١٩٠٥، أي قبل وقوعه بإثنتي عشرة سنة، فعكف المراسل في المتحف على ترجمتها إلى الانجليزية ثم نشرها، وقد أعيد طبعها مرات بعد ذلك كانت الأخيرة والخامسة منها سنة ١٩٢١ (ومنها نسختنا)، ثم لم يجرؤ ناشر في بريطانيا ولا أمريكا على طبعها بعد ذلك كما يقول مؤرخ انجليزي معاصر هو العلامة دجلاس ريد في كتابه على الحركات السرية المعاصرة، ودون أن نطيل القول في أسباب صمت الناشرين عنها ـ على ما وضحها الاستاذ ريد ـ نتبين أصابع اليهود من وراء كل صمت مريب.

وفي سنة ١٩١٩ ترجم الكتاب إلى الألمانية، ونشر في برلين، ثم توقف طبعه بعد أن جمعت أكثر نسخه، وكان هذا مظهراً من مظاهر نفوذ اليهودية في المانيا، قبل انتصارها عليها بعد الحرب العالمية الأولى، كما انتصرت عليها خلالها، إذ كانت ألاعيبها ودسائسها قد امتدت أثناء الحرب من الساسة إلى قادة الجيوش والاساطيل بين الألمان، وكانت سبباً من أكبر أسباب هزيمة المانيا في تلك الحرب الضروس، ومن أظهر آيات ذلك انسحاب الاسطول الألماني وهو منتصر ظاهر أمام الأسطول الإنجليزي في معركة جتلاند Jutland Battle (١)


(١) معركة جتلاند أكبر معركة بحرية في الحرب العالمية الأولى. وقعت بين الاسطول الانجليزي بقيادة أمير البحار "جليكو" والأسطول الالماني بقيادة أمير البحار "شير" وقد انتهت بهزيمة الألماني إذ انسحب من الموقعة إلى قواعده انسحاباً مريباً بعد أن أغرق سفينتين كبيرتين من الأسطول الإنجليزي هما "انديفاتيجابل" و"كوين ماري" وكان لألاعيب اليهود نصيب كبير في الهزيمة المريبة، عقاباً منهم للألمان الذين أذلوهم قبل ذلك. ثم اخرجوا بعضهم من ديارهم، ونشروا عداوة السامية أو اليهودية لخطرهم على المانيا (انظر "موجز تاريخ الحرب العالمية الأولى" لمؤلفه "السير جيمس ادموندر").

<<  <   >  >>