تخاطب الصورة في القرآن الكريم الكينونة الإنسانية، بما فيها من حس وعقل ونفس، وتلبّي حاجات هذه الكينونة بالغذاء المناسب لها، بتناسق وترابط، حتى لا يطغى جانب على آخر.
فهي تخاطب الحس الإنساني، وتلبّي حاجته بالمشاهد المحسوسة، وتتّخذها وسيلة للمعرفة الدينية.
وتخاطب النفس، وتعزف على خطوطها المتقابلة، لبناء الإنسان المتوازن، وفق التصور الإسلامي.
وتخاطب العقل، وتوقظه بأساليب شتّى كالجدل، والحوار، والمناظرة، ولفت انتباهه إلى الكون والحياة والإنسان، ليتأمل، ويتفكر، ويتدبّر ...
ولكن ليس معنى هذا أنّ الصورة تخاطب كلّ جانب في الإنسان على حدة، بل إنّها تخاطب الكينونة موحّدة بما فيها من عقل وحس ونفس.
وبذلك يتهيّأ الإنسان لاستقبال الخطاب القرآني، وتتفتح منافذ المعرفة لديه.
والعقل من أكبر نعم الله على الإنسان، به تميّز عن بقية المخلوقات، وعن طريقه تمكن من تسخير المادة لتحقيق حياته وسعادته، وهو أيضا أحد منافذ المعرفة، لأنه وسيلة الإدراك والتمييز بين الأشياء.
وقد خاطب القرآن الكريم عقل الإنسان، وحثّه على التأمل والتفكير، حتى يصل إلى المعرفة الحقّة في الإيمان بالله، وتوحيده. ولكنّ العقل وحده يضلّ الطريق، إن لم يعتمد