وما دام الأمر كذلك فعلى طالب العلم إذن أن يدعو هؤلاء في عقر دارهم إلى تعلم الكتاب والسنة ودعوة الناس إليها , وهم لا يعنون بالدعوة إلى الكتاب والسنة كمبدأ عام بل إنهم يعتبرون هذه الدعوة مفرقة؛ لذلك فهم أشبه ما يكونون بجماعة الإخوان المسلمين فهم يقولون: إن دعوتهم قائمة على الكتاب والسنة , ولكون هذا مجرد كلام فهم لا عقيدة تجمعهم فهذا ماتريدي وهذا صوفي وهذا لا مذهب له ذلك؛ لأن دعوتهم قائمة على مبدأ (كَتِّلْ - جَمِّعْ - ثم ثَقِّفْ) , والحقيقة أنه لا ثقافة عندهم فقد مر عليهم أكثر من نصف قرن ما نبغ فيهم عالم , وأما نحن فنقول (ثَقِّفْ - ثم جَمِّعْ) ؛ حتى يكون التجمع على أساس مبدأ لا خلاف فيه.
فدعوة جماعة التبليغ صوفية عصرية تدعو إلى الأخلاق , أما إصلاح عقائد المجتمع فهم لا يحركون ساكنا لأن هذا بزعمهم يُفَرِّقُ.
وقد جرت بين الأخ سعد الحصين وبين رئيس جماعة التبليغ في الهند أو باكستان مراسلات تبين منها أنهم يقرون التوسل والاستغاثة وأشياء كثيرة من هذا القبيل ويطلبون من أفرادهم أن يبايعوا على أربع طرق منها الطريقة النقشبندية , فكل تبليغي ينبغي أن يبايع على هذا الأساس.
وقد يسأل سائل: إن هذه الجماعة عاد بسبب جهود أفرادها الكثير من الناس إلى الله بل وربما أسلم على أيديهم أناس من غير المسلمين , أفليس هذا كافيا في جواز الخروج معهم والمشاركة فيما يدعون إليه؟
فنقول: إن هذه الكلمات نعرفها ونسمعها كثيرا ونعرفها من الصوفية , فمثلا يكون هناك شيخ عقيدته فاسدة ولا يعرف شيئا من السنة بل ويأكل أموال الناس بالباطل.... , ومع ذلك فكثير من الفساق يتوبون على يديه
فكل جماعة تدعو إلى خير لا بد أن يكونوا لهم تبع , ولكن نحن ننظر إلى الصميم , إلى ماذا يدعون؟
هل يدعون إلى اتباع كتاب الله وحديث الرسول صلى الله عليه وسلم وعقيدة السلف الصالح وعدم التعصب للمذاهب واتباع السنة حيثما كانت ومع من كانت؟