للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العفو عن الذين قتلوه؛ لأنه يتصور أن اللَّه غضب من أجل مقتل هذا الكافر الذي لا يساوي عند اللَّه بعوضة، ثم ينسب أخيًر الأبناء إلى الرب الصمد -جلَّ وعلا- ويجعل لوركا من أبناء الرب، تعالى اللَّه عما يقولون علوًا كبيرًا.

يقول صلاح:

(. . . يمضي حيث سقطت، وعض التراب فمك

حتى يغفي في حضن اللَّه الغاضب

يرجوه أن يعفو عن خفراء بلداء

قتلوا آخر أبناء الرب) (١).

وفي مسرحية الحلاج صاغ أسئلة عديدة فيها اعتراض ونقد جارح موجه إلى اللَّه -سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى- ويسأل السؤال الكبير الجارح -على حد تعبيره- أين اللَّه عن المسجونين المظلومين والشرطي الظالم؟، وهو سؤال استنكار قبيح، يقول فيه:

(أما ما يملأ قلبي خوفًا، يضني روحي فزعًا

وندامه

فهي العين المرخاة الهدب

فوق استفهام جارح

أين اللَّه؟

والمسجنون المصفودون يسوقهمو شرطي

مذهوب اللب

قد أشرع في يده سوطًا لا يعرف من في


(١) ديوان صلاح عبد الصبور: ص ٢٣٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>