للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وبعضهم اعتمد على شهرة نسبتها إليه.

الرأي الثاني: عدم صحة نسبتها لشيخ الإسلام ابن تيمية، وقال بذلك:

١ - الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله (ت:١٤٢١ هـ)، فقد قال في «شرح السَّفارِينية»: «الظاهر أنها لا تصح أصلًا عن الشيخ» (١).

٢ - الشيخ بكر عبد الله أبو زيد رحمه الله (ت:١٤٢٩ هـ)، حيث ذكر هذه المنظومة في كتابه «المداخل إلى آثار شيخ الإسلام ابن تيمية»، تحت باب «الكتب المنحولة على شيخ الإسلام» (٢).

واستدل أصحاب هذا الرأي بأمور منها:

الأمر الأول: أن هذه المنظومة لم يذكرها أحد من الذين اهتموا بذكر مصنفات شيخ الإسلام كابن رُشَيّق، وابن القيم، وابن عبد الهادي، وابن رجب وغيرهم، ولم ينسبها إليه أحد من تلاميذه ومعاصريه، وفي هذا أكبر دليل على عدم نسبتها إليه.

ونُوقِش هذا الأمر: بأن مصنفات شيخ الإسلام كثيرة جدًا، ومن الصعب إحصاؤها، والذين ذكروا مصنفاته لم يدَّعوا أنهم استقصوها كلها، بل إنهم ذكروا أشهرها وأكبرها، وأما «اللامية» فلصغرها وقلة أبياتها أُغْفِلت أمام المصنفات الكثيرة.

ويؤيد هذا ما ذكره الحافظ ابن رجب، حيث قال - في سياق الكلام عن مؤلفات شيخ الإسلام -: «قد جاوزت حدّ الكثرة، فلا يمكن أحدًا حصرها،


(١) شرح السفارينية ص (٤٢٧) طبعة دار البصيرة، وهذا الكلام غير موجود بطبعة دار الوطن.
(٢) ص (٧٢).

<<  <   >  >>