والوسيلة هي: ما يتقرب به إلى الغير. يقال: وَسَلَ فلانٌ إلى ربه وسيلة، وتَوَسَّل إليه بوسيلة إذا تقرب إليه بعمل، قال تعالى:{يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ}[المائدة: ٣٥]، يعني القربة الموصلة إلى رضوانه جل وعلا. والوَاسِلُ: هو الراغب إلى الله تعالى, قال لبيد:
أرى الناسَ لا يَدرُونَ ما قَدرُ أمرِهمْ ... بلى كلُّ ذي لبٍّ إلى اللهِ وَاسلُ
• والتوسل ينقسم إلى قسمين:
- القسم الأول: التوسل المشروع، وله أمثلة كثيرة منها ما يلي:
أولًا: التوسل بتوحيد الله كما في دعاء يونس - عليه السلام -، كما في قوله تعالى:{وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ}[الأنبياء: ٨٧].
ثانيًا: التوسل إلى الله - عز وجل - بالإيمان، قال تعالى:{رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الْأَبْرَارِ}[آل عمران: ١٩٣].
وأما التوسل بالصفات فدليله ما جاء عند الترمذي من حديث أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا كربه أمر قال: «يَا حَيُّ يَا قَيُّومُ بِرَحْمَتِكَ