للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

حساب هذا عن حساب هذا، وهذا الحساب يراد به الموازنة بين الحسنات والسيئات، وهذا يتضمن المناقشة، ويراد به عرض الأعمال على العامل وتعريفه بها» (١).

والخلاصة: أن أهل السُّنة والجماعة يؤمنون بالميزان ويقولون: إنه ميزان حقيقي بخلاف المعتزلة الذين قالوا: إنه غير حقيقي وإنما معناه إقامة العدل فهو ميزان معنوي معناه العدل بين العباد، وليس لهم حجة في ذلك إلا أنهم حكَّموا عقولهم في الأمور الغيبية التي لا يدركها العقل وقدموا العقول على النقول, وأما أهل الحق فإنهم يؤمنون بالأمور الغيبية على حقيقتها ويردون كيفيتها إلى الله - عز وجل -.

ثانيًا: من المغيَّبات التي يجب الإيمان بها الحوض:

وذِكْرُ الحوض للنبي صلى الله عليه وسلم جاء متواترًا في أكثر من ثلاثين حديثًا، جاء في «الصحيحين» منها عشرون حديثًا، وساق البخاري رحمه الله جملة منها تحت باب الحوض في كتاب الرقاق (٢).

وقال السخاوي: «وذكر شيخنا - يعني ابن حجر - من الأحاديث التي وصفت بالتواتر حديث الشفاعة والحوض فإن عدد رواتهما من الصحابة زاد على أربعين، وممن وصفهما بذلك عياض في الشفاء» (٣).


(١) درء تعارض العقل والنقل (٥/ ٣٤٧).
(٢) فتح الباري (١١/ ٤٦٦).
(٣) فتح المغيث (٤/ ٢٢).

<<  <   >  >>