للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

استدرك الناظم رحمه الله بقوله: (لكِنَّما الصِّديقُ) يعني أبا بكر - رضي الله عنه - وأرضاه.

(مِنْهُمْ) أي من جملة الصحابة. (أَفْضَل) وهذا بالإجماع، فهو أكثر الصحابة فضائل، واسمه: عبد الله بن عثمان (أبي قحافة) ابن عامر بن عمرو ابن كعب بن سعد بن تيم بن مرة التيمي القرشي، يلقب بالصديق، ويكنى بأبي بكر.

وفضائله كثيرة مشهورة جدًّا، منها أنه أول من أسلم من الرجال الأحرار (١)، وأول من جمع القرآن (٢).

وكان - رضي الله عنه - يتحلى بالورع والبعد عن الشبهات حتى إنه قاءَ ما أكل حين علم أنه من كسب حرام (٣)، وصدَّقَ الرسول صلى الله عليه وسلم حين كذَّبهُ الناس ولم يتردد


(١) أخرج البخاري (٣٦٦٠)، و (٣٨٥٧) عن عمار بن ياسر: «رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وما معه إلا خمسة أعبد وامرأتان وأبو بكر»، قال الحافظ في «الفتح» (٧/ ١٧٠): «وفيه دلالة على قدم إسلام أبي بكر إذ لم يذكر عمار أنه رأى مع النبي - صلى الله عليه وسلم - من الرجال غيره، وقد اتفق الجمهور على أن أبا بكر أول من أسلم من الرجال»، وذهب بعض أهل العلم إلى أن علي بن أبي طالب أولُ الناس إسلامًا؛ ولذلك قال النووي في «تهذيب الأسماء» (١/ ٣٤٤ - ٣٤٥): «قال العلماء: والأورع أن يقال: أول من أسلم من الرجال الأحرار أبو بكر ومن الصبيان علي ومن النساء خديجة بنت خويلد ومن الموالي زيد بن حارثة ومن العبيد بلال».
(٢) وقصة جمع القرآن أخرجها البخاري (٤٩٨٦) من حديث زيد بن ثابت.
(٣) فقد أخرج البخاري (٣٨٤٢) عن عائشة - رضي الله عنها -، قالت: «كان لأبي بكر غلام يخرج له الخراج، وكان أبو بكر يأكل من خراجه فجاء يومًا بشيء فأكل منه أبو بكر، فقال له الغلام: أتدري ما هذا؟ فقال أبو بكر: وما هو؟ قال: كنت تكهنت لإنسان في الجاهلية، وما أحسن الكهانة إلا أني خدعته فأعطاني بذلك، فهذا الذي أكلت منه فأدخل أبو بكر يده فقاء كل شيء في بطنه».

<<  <   >  >>