الجواب: أن عمر - رضي الله عنه - لم يتوسل بذات أو جاه أو حق العباس - رضي الله عنه -، وإنَّما توسل بدعائه؛ والتوسل بدعاء الشخص الحي الحاضر جائز ولا إشكال فيه، وبهذا يتحقق الجمع بين الأدلة.
ثالثًا: التوسل بحق المخلوق كما في قول بعض الناس: «اللهم إني أتوسل إليك بحق فلان عليك، اللهم إني أتوسل بحق الجيلاني عليك أو بحق البدوي أو بحق العالم الفلاني أن تعطيني كذا وكذا». هذا غير مشروع، وليس لأحد من المخلوقين على الله تعالى حق، فعطاءُ الله جل وعلا لأحد من المخلوقين هو تفضلٌ وإحسانٌ منه إليهم، وليس حقًّا على الله لهم، والله أعلم.
قوله:(وَلِكُلِّهِمْ قَدْرٌ عَلا وفضائلٌ) جاء في بعض النسخ: «وَلِكُلِّهِمْ قَدْرٌ وَفَضْلٌ سَاطعٌ»، والمثبت في أكثر النسخ:(وَلِكُلِّهِمْ قَدْرٌ عَلا وَفضائل).
قوله:(وَلِكُلِّهِمْ) الضمير هنا يعود على جميع الصحابة. (قَدْرٌ) عظيم وشأنٌ رفيع. (عَلا) أي سما على غيره، وهذا معلوم, فهم خير أمة أخرجت للناس، وهم خير القرون كما أخبر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم جاء ذلك في «الصحيحين» من حديث عمران بن حصين ب (١).
قوله:(لكِنَّما الصِّديقُ مِنْهُمْ أَفْضَلُ)(لكنَّ): حرف استدراك وتعقيب، و (ما) زائدة كافة، ولما كان أبو بكر الصديق - رضي الله عنه -، أفضل خلق الله بعد النبيين والمرسلين، كما هو معلوم عند الأمة، ومجمع عليه عند الأئمة
(١) أخرجه البخاري (٢/ ٩٣٨) رقم (٢٥٠٨)، ومسلم (٤/ ١٩٦٤) رقم (٢٥٣٥)، ولفظه: «خيركم قرني ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، قال عمران: لا أدري أذكر النبي - صلى الله عليه وسلم - بَعدُ قرنين أو ثلاثةً».