للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

والنَّارُ يَصْلاها الشَّقيُّ بِحِكْمَةٍ ... وكذا التَّقِيُّ إلى الجِنَانِ سَيَدْخُلُ

الشرح

عمرو ب، وينبغي أيضًا أن يعلم أنه لا ينكر على من خالف في هذه المسألة، ولذلك ذهب بعض أهل العلم كالعز بن عبد السلام وغيره إلى أن الصراط عريض وليس بدقيق، والمقصود أن المسألة فيها خلاف، لكن الصواب والأقرب، والله تعالى أعلم، ثبوت هذه الأوصاف التي سبقت.

قوله: (والنَّارُ يَصْلاها الشَّقيُّ بِحِكْمَةٍ ... ) أشار الناظم رحمه الله في هذا البيت إلى إثبات الجنة والنار يوم القيامة، والنصوص من كتاب الله - عز وجل - وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، متوافرة متضافرة متواترة على ذلك، ومن أنكر ذلك فهو كافر كفرًا أكبر مخرجًا من الملة؛ لأنه مكذب بنصوص الوحيين.

• ومن المسائل التي يحسن إيرادها في هذا المقام ما يلي:

- المسألة الأولى: هل الجنة والنار موجودتان الآن؟

o الجواب: دلت النصوص على وجودهما الآن، من ذلك قوله تعالى عن الجنة: {وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ} [آل عمران:١٣٣].

وقول الله تعالى عن النار: {فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا وَلَنْ تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ} [البقرة:٢٤].

وقول الله تعالى عن آل فرعون: {نَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ} [غافر:٤٦].

والأدلة من السنة كثيرة، من ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم كما في «الصحيحين» في

<<  <   >  >>