للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

عند البيهقي لكنه ضعيف، وصح عن ابن مسعود - رضي الله عنه - موقوفا عليه عند «الحاكم» بلفظ: «الصراط كحد السيف مدحضة مزلة» (١).

وجاء عند «الحاكم» أيضًا عن سلمان - رضي الله عنه - أنه قال: «يوضع الصراط مثل حد الموسى» (٢) أي: الموس بالعامية.

إذًا جاء في وصف الصراط ثلاثة آثار عن الصحابة - رضي الله عنهم - الأول: عن أبي سعيد، والثاني: عن ابن مسعود وسنده إلى ابن مسعود صحيح، والثالث: عن سلمان وسنده لا بأس به، فعلى هذا تكون الأوصاف الواردة في الصراط موقوفة وليست مرفوعة، ولهذا أنكر بعض الأئمة كالقرافي والعز بن عبدالسلام والبيهقي أن يكون الصراط أدق من الشعرة، وأحد من السيف وحجة هؤلاء أنه لم يثبت فيه عن النبي صلى الله عليه وسلم شيء.

ولكن هل يلزم من كون الشيء لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم عدم الإثبات كما في هذه المسألة؟

o الجواب: ذهب أكثر أهل العلم إلى إثبات أن الصراط أدقُّ من الشعرة، وأحدُّ من السيف؛ لهذه الآثار الثلاثة التي لها حكم المرفوع، والصحابة - رضي الله عنه - لا يمكن أن يتكلموا بهذا إلا بعلم، فلعلهم أخذوه عن النبي صلى الله عليه وسلم، خاصة أن مثل هؤلاء لم يشتهر عنهم الرواية عن بني إسرائيل، كما اشتهر عن عبدالله بن


(١) أخرجه الحاكم رقم (٨٩٠٣)، الدحض والمزلة بمعنى واحد. وهو الموضع الذي تَزِلُّ فيه الأقدام ولا تستقر.
(٢) أخرجه الحاكم رقم (٨٨٩١)، وقال: «هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه».

<<  <   >  >>