للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أَسْتَغِيثُ» (١).

وقد ذكر أهل العلم أن من آداب الدعاء: التوسل إلى الله بذكر الاسم المناسب للمسألة, فإذا أراد أن يسأل الله المغفرة فيتوسل بالغفور، وإذا أراد أن يسأل الله رزقًا فيتوسل إليه بالرزَّاق، ومن أراد أن يسأل الله - عز وجل - علمًا نافعًا فإنه يتوسل إليه بالعليم، أو بأي اسم يدل على ذلك وهكذا في بقية الأسماء.

رابعًا: التوسل بالأعمال الصالحة كما في قصة الثلاثة الذين انحطت على فم غارهم صخرة، فانطبقت عليهم فتوسلوا بأعمالهم الصالحة ففرج الله لهم (٢).

- القسم الثاني التوسل الممنوع، ومن أمثلته ما يلي:

أولًا: التوسل إلى الله - عز وجل - بسؤال ودعاء الميت وطلبه الشفاعة، وهذا كفر وشرك أكبر مخرج من الملة؛ لأن من فعل ذلك فقد صرف نوعًا من أنواع العبادة لغير الله وهو الدعاء، ومن صرف نوعًا من أنواع العبادة أو فردًا من أفرادها لغير الله سبحانه وتعالى فقد كفر به وأشرك معه غيره؛ قال تعالى: {وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ} [المؤمنون: ١١٧].

ووجه الدلالة من هذه الآية: أن الله - سبحانه وتعالى - بيَّن أن من يدع مع الله إلهًا


(١) أخرجه الترمذي رقم (٣٥٢٤) والحاكم (١/ ٥٠٩)، وقال الترمذي: «حديث غريب»، وقال الحاكم: «صحيح الإسناد». والحديث حسنه الألباني في صحيح سنن الترمذي (٣/ ١٧٢).
(٢) أخرجه البخاري رقم (٢٢٧٢)، ومسلم رقم (٢٧٤٣) من حديث عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -.

<<  <   >  >>