للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

آخر فإنه كافر، حيث قال في آخرها: {إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ}، وفي قوله: {لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ} بيان أنه لا يمكن أحدًا أن يكون عنده برهانٌ على تعدد الآلهة (١).

وقال تعالى: {وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ (١٣) إِنْ تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ} [فاطر:١٣،١٤]، فسمى الله - سبحانه وتعالى - دعاءهم شركًا (٢).

«ومن دعا ميتًا أو غائبًا فإنه مشرك؛ لأن الميت أو الغائب لا يمكن أن يقوم بمثل هذا، فدعاؤه إياه يدل على أنه يعتقد أن له تصرفًا في الكون فيكون بذلك مشركًا» (٣).

ومما يجب الإحاطة به أن من صرف شيئًا من العبادة لغير الله - سبحانه وتعالى - فإنه يكفر، ولو لم يعتقد فيه الربوبية, خلافًا لمن يقول: إنه لا يكفر إذا عبد غير الله حتى يعتقد فيه الربوبية, والدليل على ذلك قوله تعالى: {وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى إِنَّ اللَّهَ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ فِي مَا هُمْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي مَنْ هُوَ كَاذِبٌ كَفَّارٌ} [الزمر:٣].

والشاهد أن هذه الآية فيها أسلوب حصر في قوله: {مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى} [الزُّمَر:٣]، والحصر هنا يفيد النفي والإثبات فـ (ما) نافية، و (إلا)


(١) شرح الثلاثة الأصول لابن عثيمين ص (١٥٩) بتصرف يسير.
(٢) شرح الثلاثة الأصول لابن باز ص (١٥٤).
(٣) شرح الثلاثة الأصول لابن عثيمين ص (١٦٠).

<<  <   >  >>