للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال أيضًا: «فمحبة أهل بيت النبي صلى الله عليه وسلم واجبة» (١).

والدليل على ذلك ما جاء عند الإمام أحمد من حديث العباس - رضي الله عنه - قال: «يَا رَسُولَ الله إِنَّا لَنَخْرُجُ فَنَرَى قُرَيْشًا تَحَدَّثُ فَإِذَا رَأَوْنَا سَكَتُوا، فَغَضِبَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَدَرَّ عِرْقٌ بَيْنَ عَيْنَيْهِ ثُمَّ قَالَ: «وَالله لا يَدْخُلُ قَلْبَ امْرِئٍ إِيمَانٌ حَتَّى يُحِبَّكُمْ لله وَلِقَرَابَتِي» (٢).

ويدل لذلك أيضًا حديث أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَا يُبْغِضُنَا أَهْلَ الْبَيْتِ رَجُلٌ إِلَّا أَدْخَلَهُ الله النار» (٣).

والخلاصة: أن حب أهل البيت واجب، لكن في أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم السابقة دليل على وجوب حبهم حبًّا منضبطًا لا كما يفعل الرافضة حيث أوصلوهم إلى الألوهية، ولا شك أن هذا شرك، وأكثر الرافضة اليوم مشركون، وقعوا في الشرك، وإن كان الشيعة في أول الأمر لم يكونوا كذلك، ولكن يُلاحظ في كل البدع أنها تبدأ صغيرةً ثم تكبر وتتطور، حتى تصبح مجمعًا للخرافات والبدع والشركيات التي لا نهاية لها.

قوله: (بِها أَتَوَسَّلُ) أي بمحبة آل البيت.


(١) منهاج السنة النبوية (٧/ ١٠٢).
(٢) أخرجه أحمد رقم (١٦٨١)، والحديث إسناده ضعيف؛ لضعف يزيد بن أبي زياد.
(٣) أخرجه ابن حبان رقم (٦٩٧٨)، والحاكم في المستدرك رقم (٤٧١٧)، وقال: «هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه».

<<  <   >  >>