للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الأمر الثالث: أن في هذه المنظومة ما يخالف تقريرات شيخ الإسلام ابن تيمية وسائر السلف، وذلك ما ورد في البيت الرابع من المنظومة:

وَأَقُولُ فِي القُرآنِ ما جاءَتْ بِهِ ... آياتُهُ فَهُوَ القديمُ المُنْزَلُ

فلفظ (القديم) من ألفاظ المتكلمين، التي أنكرها شيخ الإسلام ابن تيمية نفسه في كثير من كتبه، فوجودها في هذه المنظومة يدل على أنها ليس له.

ونُوقِش هذا الأمر: بأنه قد ورد في بعض نسخ اللامية المخطوطة لفظ (الكريم المنزل) بدل (القديم المنزل)، ويمكن أيضًا أن يقال: إن شيخ الإسلام صنف هذه المنظومة في بدايات حياته العلمية، وهذا ما أشار إليه الشيخ العثيمين رحمه الله من أن الاحتمال قائم بأن يكون ابن تيمية قد صنف هذه القصيدة في بداية طريقه في الطلب (١).

الرأي الثالث: الشك في صحة نسبتها لشيخ الإسلام ابن تيمية، وقال بذلك:

١ - الشيخ سليمان بن سحمان النجدي رحمه الله (ت:١٣٤٩ هـ)، حيث قال: «وأما ما ذكره في القول السديد في الأبيات التي نسبها لشيخ الإسلام قدس الله روحه إن صح النقل بذلك عنه حيث قال:

وَأَقُولُ فِي القُرآنِ ما جاءَتْ بِهِ ... آياتُهُ فَهُوَ القَدِيمُ المُنْزَلُ

فهذا القول إن صح لا ينافي كونه سبحانه يتكلم فيما لم يزل بقدرته ومشيئته كما هو مذهب أهل السنة والجماعة خلافًا لأهل الكلام من


(١) شرح السفارينية ص (٤٢٧) طبعة دار البصيرة.

<<  <   >  >>