للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مِنَ الغَضَبِ، قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّا نَتُوبُ إِلَى اللهِ - عز وجل -» (١). وهذا هو الشاهد حيث غضب النبي صلى الله عليه وسلم لما سُئل هذه الأسئلة التي لا طائل من ورائها.

- الحالة الثانية: السؤال عما لم يكن، وقد جاء عند الدارمي عن عبدالله بن عمر ب قال: «لا تَسْأَلُوا عَمَّا لَمْ يَكُنْ؛ فَإِنِّي سَمِعْتُ عُمَرَ يَلْعَنُ السَّائِلَ عَمَّا لَمْ يَكُنْ» (٢).

- الحالة الثالثة: السؤال عن المغيَّبات التي سكت الشارع عن بيانها، ولم يرد فيها شيء عنه، فلا يُشرع مثل هذه الأسئلة إنما يقتصر فيها على ما جاءت به الشريعة.

كمن يَسْأَل ويقول: كيف يعذب الفاسق في قبره؟ وكمن يسأل ويقول: كيف يُنعم المؤمن في قبره ويمد له مد البصر؟ وكيف يكون قبره روضة من رياض الجنة؟

هذا مما سكت الشارع عنه، وكان من منهج الصحابة - رضي الله عنهم - عدم الخوض في السؤال عن مثل هذا وغيره أيضا، قال أنس - رضي الله عنه -: «نُهِينَا أَنْ نَسْأَلَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ شَيْءٍ، فَكَانَ يُعْجِبُنَا أَنْ يَجِيءَ الرَّجُلُ مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ الْعَاقِلُ فَيَسْأَلَهُ وَنَحْنُ نَسْمَعُ» (٣).


(١) أخرجه البخاري رقم (٩٢)، ومسلم رقم (٢٣٦٠).
(٢) أخرجه الدارمي (١/ ٦٢)، وإسناده حسن.
(٣) أخرجه البخاري رقم (٦٣)، ومسلم رقم (١٢)، واللفظ له.

<<  <   >  >>