والخلاصة: أن الانشغال بعلم الكلام عديم الفائدة، فالعلم به لا ينفع، والجهل به لا يضر.
وفي الحقيقة أن أهل الكلام لا للسنة نصروا، ولا للفلاسفة كسروا، بل غاصوا في بحار الحيرة والشك فاضطربوا في تقرير عقائدهم فحاروا وحيروا، وتعبوا وأتعبوا، ولم يكن ذلك ليحصل لهم لو اعتصموا بالله وأخذوا بما جاء في كتابه وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
قال ابن عباس ب:«تكفل الله لمن قرأ القرآن وعمل بما فيه ألا يضل في الدنيا ولا يشقى في الآخرة»(١).
قوله:(مُحَقِّقٍ) أي: أقول هذا القول عن تحقيق, وليس عن ظن, ولا عن تخرص, ولكني جازم بصحة ما أقول.
والتحقيق: مأخوذ من الحقيقة التي لا يشوبها شبهة, والتحقيق عند
(١) أخرجه ابن جرير في تفسيره (١٨/ ٣٨٩)، وأطال الكلام في هذه المسألة هنا لبيان قبح الابتعاد عن نور الوحي، وعاقبة من أعرض عن القرآن والسنة وتشاغل بعلم الكلام.