للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وأفضل أهل أحد: أهل بدر، وأفضل أهل بدر: العشرة، وأفضل العشرة: الخلفاء الأربعة، وأفضل الأربعة: أبو بكر الصديق - رضي الله عنه -.

- المسألة الثالثة عشرة: مَن أعلم الصحابة؟

أعلم الصحابة أبو بكر - رضي الله عنه -، وقد نص عليه ابن تيمية رحمه الله في «منهاج السنة» ونقل عن السمعاني أنه حكى الإجماع على ذلك (١).

ومن الأدلة على ذلك: حديث أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - في «الصحيحين»: «إِنَّ عَبْدًا خَيَّرَهُ اللهُ بَيْنَ أَنْ يُؤْتِيَهُ مِنْ زَهْرَةِ الدُّنْيَا مَا شَاءَ وَبَيْنَ مَا عِنْدَهُ فَاخْتَارَ مَا عِنْدَهُ» , فَبَكَى أَبُو بَكْرٍ، وَقَالَ: فَدَيْنَاكَ بِآبَائِنَا وَأُمَّهَاتِنَا, فَعَجِبْنَا لَهُ، وَقَالَ النَّاسُ: انْظُرُوا إِلَى هَذَا الشَّيْخِ يُخْبِرُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ عَبْدٍ خَيَّرَهُ اللهُ بَيْنَ أَنْ يُؤْتِيَهُ مِنْ زَهْرَةِ الدُّنْيَا وَبَيْنَ مَا عِنْدَهُ وَهُوَ يَقُولُ: فَدَيْنَاكَ بِآبَائِنَا وَأُمَّهَاتِنَا» (٢).

وهذا من دقة فهمه - رضي الله عنه - حيث علم أن هذا من علامات موته صلى الله عليه وسلم، أما بقية الصحابة - رضي الله عنهم - فلم يدركوا هذا من أول وهلة، ولذا قال أبو سعيد الخدري - رضي الله عنه - في آخر الحديث: «فَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم هُوَ الْمُخَيَّرَ، وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ هُوَ أَعْلَمَنَا بِهِ».

ومما يدل على أنه أعلم الصحابة ما حصل في صلح الحديبية حيث وافق أبو بكر - رضي الله عنه - الحق، وكان موقفه كموقف النبي صلى الله عليه وسلم، وأيضًا حينما


(١) ينظر: منهاج السنة النبوية (٧/ ٥٠٠ - ٥٠٢).
(٢) أخرجه البخاري رقم (٣٩٠٤)، ومسلم رقم (٢٣٨٢).

<<  <   >  >>