{ذلك خيرٌ وأحسن تأويلا} [النساء: ٥٩]، وهذا معناه في القرآن.
وهناك معنى ثالث: وهو صرف اللفظ عن ظاهره المتبادر منه إلى معنًى آخر غير متبادر، وهذا اصطلاح حادث لدى العلماء، وهذا النوع من التأويل له ثلاث حالات:
١ - صرف اللفظ عن ظاهره المتبادر منه لدليلٍ صحيحٍ من كتابٍ أو سنةٍ، فهذا النوع مقبولٌ بلا اختلاف.
٢ - صرف اللفظ عن ظاهره المتبادر منه لشيءٍ يعتقده المجتهد دليلًا، وهو في نفس الأمر ليس بدليلٍ.
٣ - صرف اللفظ عن ظاهره المتبادر منه لا لدليلٍ.
فالنوع الأول: يُسمى تأويلًا صحيحًا وقريبًا، وهو الواجب اتباعه.
وأما الثاني: فيسمى تأويلًا فاسدًا وبعيدًا، ولا يصح اتباعه؛ لأنه حملٌ للفظ على غير ظاهره لغير دليلٍ، وهذا كتأويلات بعض الفقهاء للنصوص الصحيحة الصريحة.
والنوع الثالث: لا يسمى تأويلًا، بل هو تلاعبٌ بالكتاب والسنة، وهذا مثل تأويلات الروافض.
وشيخ الإسلام رحمه الله يقصد بالتأويل هذا النوع الثالث من التأويل، وقد يدخل في ذلك النوع الثاني أيضًا.
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute