للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الرأي الثالث: أن الوزن للعامل والعمل، ومال إلى هذا ابن كثير رحمه الله جمعًا بين النصوص الواردة في هذا الباب، ولعله هو الأقرب، والله أعلم.

- المسألة الثالثة: ما الحكمة من الوزن يوم القيامة؟ مع أن الله - سبحانه وتعالى - مطلع على كل ذلك، فهو عالم بأعمال العباد ومقدارها في الموازين؟

- الجواب: أن الحكمة من ذلك لأهل الإيمان: ليعلموا أن ما حازوه من خير وحصلوا عليه من فوز، إنما هو بمحض رحمة الله تعالى، لا بأعمالهم، والدليل على هذا قوله صلى الله عليه وسلم: «لَنْ يُدْخِلَ أَحَدًا عَمَلُهُ الْجَنَّةَ» قَالُوا: وَلا أَنْتَ يَا رَسُولَ الله؟ قَالَ: «لا وَلا أَنَا إِلا أَنْ يَتَغَمَّدَنِي اللهُ بِفَضْلٍ وَرَحْمَةٍ فَسَدِّدُوا وَقَارِبُوا» (١).

سؤال آخر: لو أن رجلًا أمضى كل عمره في الصلاة هل يستحق الجنة بمجرد هذا العمل؟

o الجواب: لا يمكن أن يدخل الجنة إلا برحمة الله تعالى، ومن رحمة الله أن وفقه للعمل الصالح الذي هو سبب من أسباب دخول الجنة، فهذا التوفيق للعمل الصالح هو نعمة من الله على عبده تستحق الشكر، وما أحسن قول القائل:

لك الحمد يا رَبي على كلِّ نعمةٍ ... ومن أعظمِ النعماءِ قولي لك الحمدُ


(١) أخرجه البخاري رقم (٥٦٧٣)، ومسلم رقم (٢٨١٦) من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -.

<<  <   >  >>