للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

تأَرَّجَ العَرْفُ وطاب الجَني ... وكيف لا يطعم أو لا يفوح

وحلة من طيب خير الورى ... في الجيب والأعطاف منها نضوح

ومعْلَم في الدين شَيّدْتَه ... فهذه الأعلام منه تلوح

فَقُلْ لهلمان كذا أو فلا ... يا من أضل الرشد تبنى الصروح

في أحسن التقويم أنشأته ... خلقاً جديداً بين جسم وروح

فعمره المكتوب لا ينقضي ... إذا تقضى عمر سامٍ ونوح

كأنه في الحفل ريح الصَّبا ... وكلُّ عطفٍ فهو غصن مَرُوح

مَا عُذر مشغوف بخير الورى ... إن هاج منه الذكر أن لا يبوح

عجبت من أكباد أهل الهوى ... وقد سطا البعد وطال النزوح

إن ذكر المحبوب سالت دما ... ما هُنَّ أكباد ولكن جروح

يا سيد الأوضاع يا من له ... بسيد الأرسال فضل الرجوح

يا من له الفخر على غيره ... والشهب تخفى عند إشراق

يا خير مشروح وفى واكتفى ... من ابن مرزوق بخير الشروح

فتحٌ من الله حَبضاه به ... ومن جناب الله تأتي الفتوح

وفي الغرض المذكور:

أأزاهير رياض ... أم شفاءٌ لعياض

جدَّل الباطل للح ... ق بأسيافٍ مواضِ

وجلا الأنوار برها ... ناً بخلْف وافتراض

وسَقَى من يشتكي الغلّ ... ة في زُرْق الحياض

أي بنيانٍ معال ... آمنٍ خوفَ انقضاض

أي عهدٍ ليس يرمي ... بانتكاثٍ وانتقاض

ومعانٍ في سطورٍ ... كأسودٍ في غياض

وشفاء لنفوسٍ ... من ضنى الجهلِ مراض

حرَّر القصد فما شِ ... ينَ بنقد واعتراض

يا أبا الفضل أدْرِ أنّ الل ... هـ عن سعيك راض

فاز عبد أقرض الله ... برجحان القِرَاض

وجبت غرُّ المزايا ... من طوال أو عراض

لك يا أصدق راوٍ ... لك يا أعدل قاضِ

لرسول الله وفي ... ت بجهد وانتهاض

خير خلق الله في حا ... لٍ وفي آتٍ وماض

سدَّد الله ابن مرزو ... قٍ إلى تلك المَراضي

زبدة العرفان مَعْنَي ... كل نسكٍ وارتياض

فتولى بسط ما أجمل ... تَ من غير انقباض

ساهراً لم يدر في استخلاص ... هـ طعم اغتماض

إن يكن دَيْناً على الأي ... ام قد حان التقاضي

دام في علوٍ ومن عا ... داهُ يَهْوِي في انخفاض

ما وشى الصبح الدَّياجي ... في سَوادٍ ببياض

وقلت أهنئ قائد الأسطول أبا القاسم بن بنج بطلوع ولد: أبقاك الله أيها القائد الذي بأسه ضَرم، وشأنه شجاعة وكرم، ومحل ولايته من العدوِّحَرَم، لا تسأل عن شوقي إلى قربك، وعكوفي على حبك، وضراعتي في صلة سعادتك، إلى الله ربي وربك. وبلغني الطالع لديك، والوارد من حضرة المواهب الإلهية عليك، جعله الله أسعد مولودٍ على والد، ووفقك لما يرضيه من مقام الشاكر الحامد، وأقر عينك منه بالقائد ابن القائد ابن القائد. وقد كنت أعدك به تفاؤلاً واستفتاحاً، وسؤالاً من الله واستمناحاً، فالحمد لله الذي صَدَق الزَّجْرُ، ووضح الفجر. وقد نظمت له أبياتاً إن أدركته بعدها حياتي بر وشكر، أو كانت الأخرى رحم وذكر هي:

ارْفَعْ قِسِيَّ المُنْشَآتِ بِسَعْدِهِ ... واستَنْجِزِ النَّصْرَ العزيزَ لِوَعْدِهِ

وانظر إليه تَلُحْ إليك بوجهه ... سمة الشجاعة من أبيه وجده

لله من سيفٍ لنصرك صارمٍ ... ينساب ماء الحسن فوق فرنده

صدرت إليك بشارتي وتفاؤلي ... بالأمر قبل بروزه من غمده

يستبشر الأسطول منه بقائد ... كالبدر تحت شراعه أو بنده

والبحر يفخر منه يوم ولادة ... بمِلَنْدِه ابن ملنده ابن مِلَنْدِهِ

وكتبت لما صدر الرسول موسى بن إبراهيم من الأندلس ولم تقض حاجتي:

يا بني السادة الكرام نداء ... يبتغي الجبر للمهيض الكسير

أنا بالحي مُسْتَجِيرٌ وبالمي ... ت أما في كليهما من مُجير

ليس موسى هذا بصاحب فرعو ... نَ ولا في عصاه من تأثير

فانصروني وعيِّنوا لي رسولاً ... صارم الحد محكم التدبير

أو أريحو باليأس قلبي فإني ... قد تخبطت في عذاب كبير

وقلت أخاطب عميد الدولة:

<<  <   >  >>