للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يشيرُ إلى أنَّها صُغْرَى إذَا ما قُورِنَتْ بـ «مغني اللبيب»، وكذا عندما يُطْلِقُ عليها بعضُ النُّحَاة: «القواعد الصغرى»؛ يريدُ هذا المعنى، والله أعلم (١).

وقد نصَّ ابنُ هشامٍ أيضًا في مُقَدَّمَةِ «القواعد الصغرى»، على أنَّهُ اختصرها مِن «الإعراب عن قواعد الإعراب»، فقال - رحمه الله -: «هذه نكتٌ يسيرةٌ اختصرتُها مِن (قواعد الإعراب)؛ تسهيلًا على الطُّلَّاب، وتقريبًا على أولي الألباب» (٢).

ولذلك تُعرفُ هذه الرسالةُ أيضًا بـ «نكت الإعراب»، و «نكت ابن هشام»، وهي رسالةٌ صغيرةُ الجِرْمِ، غزيرةُ العِلمِ، تَعَرَّضَ فيها ابنُ هشامٍ - رحمه الله - لمسائلَ في غايةِ الأهمية، فبدأ بتعريفِ الجُملةِ، وأنها على نوعين: اسميَّة وفعليَّة، ثم بَيَّنَ أنها تنقسمُ إلى قسمين: صُغْرى وكُبْرَى، ثُمَّ بَيَّنَ ما له محل من الإعرابِ، وما ليس له محل من الإعراب من هذه الجمل، ثم بَيَّنَ حُكْمَ الجُملةِ إذا جاءت بعدَ النكراتِ، وحُكمها إذا جاءت بعدَ المعارف، ثم تكلَّم بعد ذلك عن شِبْهِ الجُملة؛ سواءٌ كان ظرفًا أو جارًّا ومجرورًا، وبيَّن أنَّه لا بُدَّ من تعلُّقِهما بفعلٍ، أو بما في معناهُ، ثم بين ما يُستثنى من حروفِ الجرِّ التي لا تتعلقُ بشيءٍ، ثم بيَّن بعد ذلك أيضًا حكمهما بعدَ النكرة وحكمهما بعد المعرفةِ، ثم تكلم عن أدواتٍ يكثرُ دورانها في الكلامِ، كل هذا بأسلوبٍ سهلٍ يسير، وبجُمَلٍ قصيرة، سهلةِ


(١) «آثار الشيخ العلامة عبد الرحمن بن يحيي المعلمي اليماني» (٢٠/ ٣٥).
(٢) انظر: (ص: ١٩).

<<  <   >  >>