التناول، خاليةٍ من التعقيد، معتمدًا في أغلبِ الشواهدِ على آياتٍ مِن القرآنِ الكريم.
وهذه الرسالة مع صِغَرِ حجمها مفيدةٌ جِدًّا، فهي تُدَرِّبُ الطالبَ على الإعرابِ المفصَّل للمفردات والجمل؛ لتتكونَ عِنده المَلَكَةُ الإعرابية، فغالبُ الطُّلَّابِ يُجِيدُون إعرابَ المفردات، ولا يُجِيدُون إعرابَ الجُمَل؛ إذا كان لها مَحَلٌّ مِن الإعراب؛ بل قد لا يُمَيِّزُونَ بين ما له محلٌّ من الإعرابِ وما ليس له مَحَلٌّ من الإعراب، وكذلك لا يجيدون إعرابَ أشباهِ الجمل، ولا ما تتعلق به، وذلك لأنه في أغلبِ المدارسِ النظاميَّة يأتون بكلماتٍ تطبيقيَّةٍ على الدروسِ للإعراب، ويكونُ السؤال:«أعربْ ما تحته خط»، أو:«أعربْ ما بين القوسين»، وهذا لا يبني عِند الطالبِ مَلَكَةً نحويَّة، وإنَّما يبني الملكةَ النَّحويَّةَ إعرابُ الفقراتِ كاملة؛ لأنَّ ذلك يُمَثِّلُ سياقاتٍ لُغَوِيَّةً طبعية؛ لا تَكونُ مصنوعةً لغرضِ الإعرابِ فقط، فيتعاملُ الطَّالبُ مع أساليبَ لُغَوِيَّةٍ في بيئتِها، فيصادفُ جميعَ الأشكالِ التَّعبيريَّة لتقلُّباتِ الكلامِ في الجمل؛ مِن تقديمٍ وتأخيرٍ، وحذفٍ وذِكرٍ، وإضمارٍ وإظهارٍ ... إلخ، فإذا اعتاد الطالبُ ذلك وألِفَهُ تكوَّنت عِنده الملكةُ النحويَّة التي يستطيعُ أن يُعرب بها ما شاء من آياتِ القرآنِ الكريم، أو أحاديثِ النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم -، أو أشعارِ العربِ ونثرِهم، أو غير ذلك، كما يجبُ الإكثارُ مِن التَّمريناتِ التي يُطَالَبُ فيها الطالبُ بتكوين جُمَلٍ على قواعدَ خاصَّة، فإنَّ هذه التمريناتِ أنفعُ في دفعِ الطلبة إلى التَّفكير، وأجدى في تربية مَلَكَةِ الإنشاءِ عندهم أيضًا.