وسمي ولد الأسد الشبل، وولد الفيل دغفل، ويسمى ولد الضبع الفرعل، فإن كان من ذئب سمي سمع، وسمي ولد الخنزير خنوص، وولد الأرنب خرنق، وولد الثعلب هجرس، وفراخ النعامة ريال (رأل) ، وولد الضب حسل، وسمي ولد اليربوع والفأرة درص.
وأما كيفية الممانعة من الأسد فارساً أو راجلاً، فإذا ابتليت به وكان لابد من ذلك بشرط أن تعرف من نفسك ومن فرسك ما قد جربت من محاولة الأسد، فسمّ الله وإلا فلا تتعرض لذلك بالجملة الكافية فيحرم عليك ذلك، وهذا لا يتفق في بلادنا إلا بأرض الشام وفي حلق الصيد يقع ذلك.
وقد تقدمت وصيتي لك بأنك لا تضربه بالسيف على رأسه وارمه بين عينيه، كما أعلمتك باستغراق سهمك وثبات جأشك والسلام.
[نكتة في كيفية رمي الأسد على الفرس المؤدب]
قال الختلي: ينبغي أن يكون ذنب الفرس محلولاً مسّرحاً فتقدم إليه، ولا تدنو منه، فإذا حمل عليك فرهقك فالق إليه شيئاً مثل قلنسوة أو غيرها فإنه يتشاغل عنك، ثم انظر إلى استواء الأرض، وأن يكون انصرافك عنه سهلاً إذا حمل، ثم مر عنه على قدر مائة ذراع أو أكثر محوّل مؤخر الدابة إليه، وأنت مولٍ عنه وارمه، فإن حمل عليك فامض أمامه بحفظ عنانك، وليكن ذهابك من بين يديه متلوياً متوارباً، فإنه يعسر عليه العطف ولا يكاد يتبعك، فإذا رجع عنك، فادن منه على قدر سبعين ذراعاً، وارمه في أماكن التعطيل، فإن رأيته يصحح الحمل عليك، فارجع إلى الرمي من الموضع الذي بدأته فيه حتى ترى الأسد قد كلّ فسر إليه على قدر خمسين ذراعاً، ثم ادن منه بعد كل حملة على قدر كلاله عنك حتى ترميه من قريب ولا تدن منه الدنو الشديد حتى تعلم أنك قد أثخنته.
وقال بعضهم: إن السبع لا يحمل مادام رافعاً ذنبه، فإذا خفضه حمل.
وقال بعض العقلاء: يتخذ له كباب من شعر وقطن وتطلى دبقاً، ويرمى بها إليه فإنه يأخذها بكفيه، فإذا تعلقت بكفيه فأقدم عليه بالسلاح، هذا آخر كلام الختلي، رحمه الله.
قال محمد بن منكلي: ولا ينبغي أن تقدم على السبع إلا على فرس لا ينفر عن الأسد ويكون قد تعلم قبل ذلك على صورة أسد من طين أصفر بلا رأس خشية التحريم، لكن اجعل على موضع رأسه عمامة صفراء محوقة.
وكان عندي حصان لا ينفر من الأسد، كنت علمته على هذه الصورة.
وينبغي لمن يهذب فرسه على السبع أن يجعل هيئة سبع من خشب أو طين بلا رأس فيحمل ذلك التمثال إلى أرض مستوية، وتلف عليه العمامة كما تقدم. ويكون الناصب له قد أوثقه في الأرض كما يفعل بالشخص الخشب وأنا فلا أرى بتصوير ذلك الشخص لما فيه من النهي الشرعي، فإذا نصبت هيئة الأسد الخشب فارمه، وأنت سائق لفرسك واضربه بسوط حتى يأنس فرسك ذلك، ولا يكون الرمي عليه إلا بعد أن يألف ذلك الشخص الموضوع من الطين، ولكن يعمل له ذنب من خرق صفر على هيئة ذنب الأسد وتكون قد وضعته على شكل أكبر ما يكون من السباع، وليكن علف فرسك على ظهره بعد استئناسه، واجعل مع الشعير زبيباً أو قطعاً من الناطف من الحلوى الخرجية التي قيمتها نصف درهم الرطل. فإذا أنس ذلك فاعمد حينئذٍ إلى وضع الشكل من الخشب وادهنه بالزرنيخ الأصفر أو الطين الأصفر، وليكن له ذنباً، فإذا خرجت بالتمثال إلى الصحراء، وليكن من الخشب الخفيف مثل الصفصاف، واجعل ليديه ورجليه بكراً كباراً، واربط به حبلاً طويلاً يجره رجل قبالة الفرس قليلاً قليلاً، ثم يستوقف الفارس فرسه على تلك الصورة وليكن الجار لتلك الصورة يقف بها قليلاً ثم يجرها ويقف لئلا ينفر الفرس منها، هكذا أياماً حتى يجرها بقوة ويقدم على الفرس ويزأر ذلك الرجل كزئير الأسد، ويخشن صوته ما استطاع، وينبغي أن يكون جهوري الصوت جداً، وأن يستصحب معه بعد ذلك الرجل الجاذب قرقلة، ويكون يحسن التصويت بها، حتى يعتاد الفرس على زئير السباع واستماع صوت ارتفاع ذنب الأسد.