وأومى بكلاب له نحو صيده ... يقرّبه كالخصم صادفه خصم
وقيل في المقبلان:
وقبلتها بالمقبلان فأقبلت ... ذلولاً وكانت قبل ذلك لي نحفا
وقيل في المغيث:
ولما دنا منها المغيث رأيتها تط ... يع وكانت قبل ذلك مفصل
وقيل في المحيّر في قصيدة طويلة:
وأومأت إليها بالمحير فأقبلت ... كإقبال مخشوش يلاعبه طفل
وقيل في المعين من قصيدة طويلة:
أخذت معيني في يدي وجذبته ... إليّ به جذب الحريص من الحذرِ
وعدت إلى صحبي أكبر بعدها ... وقد أيقنت نفسي هنالك بالظفر
تسمية المسهل:
إذا سهل الرحمن صار مسهلي ... إلى جنبها كالخصم يعلق في الخصم
وقيل في تسمية خصم القاضي:
وقالت لقاضٍ أنفذ الخصم نحوها ... أتيتك نحِ الخصم عني وشيلني
أطعتك فيما تبتغيه وإنني ... إلى ما مضى غيري أبيت محلني
فقلت لها لا تطمعي لست بعدها ... بعائدة يا رزق ويحك طيعني
وأما الوهار: فهي سلة تعمل في بلاد العراق طويلة من العيدان الدقاق، طولها إلى صدر الرجل ورأسها مفتوح، دور الطبق الواسع، وهو الرأس الذي يكون أبداً في الماء حال الصيد بها، ورأس الفوقاني، وهو الذي تجوز منه اليد إذا حصل منها شيء بمقدار ما تجوز فيها اليد. فإذا نزل الماء جعل يده اليسرى في جنبها، وقبض بيده اليمنى على سقتها ثم يمشي قليلاً قليلاً، ويطرح بها الماء، وهذه لا تكون إلا في الماء الراكد، وينبغي أن يكون معه مقبلان طوله شبرين حتى يتمكن به من أخذ السمك الحاصل في الوهار ولبعضهم في الوهار:
يا رب لا تحرمها وهادي ... وارزق الغير على آثاري
وأما الطين: فإنه إذا كان الماء راكداً ولا مادة له فينزل إليه ويطرقه بالطين إلى أن يتكدر ويرمي إليه بالتراب، ويضربه حتى يتكدر، فإن السمك يعمى به، ويقف على رأس الماء، فيصاد حينئذٍ.
ويصاد أيضاً في البحر الملح وغيره من البحار، فيجعل ضوء في مركب، ويأخذ الضوء بيده اليسرى ولا يتكلم ولا يتحرك ولا يكون معه من يشعله، وقف بالنار على رأس الماء، فيخرج السمك إلى ذلك الضوء فإذا عاينه ضربه بالمقبلان أو غرفه بالغرافة.
ومن الناس من يعمل له المصايد بأن يحفر حفيرة غميقة، ويلقي فيها العلف لتجتمع فيها السمك فإذا علم أنها قد امتلأت سد باب الحفيرة بلوح يكون قبل ذلك معد لذلك ثم يصاد بما شاء ثم يعلف بعد ذلك أياماً حتى يألف سمك آخر، فإن السمك يجيء موطنه كالطير وبالله التوفيق.
قال محمد بن منكلي، ختم له بالحسنى: وقد سمي هذا الكتاب "أنس الملا بوحش الفلا" فاقتضى أن صياد السمك يكون في الفلا، ويغيب عن أهله الأيام في البحر الملح وغيره، ويأنس بالصيد، وأيضاً فلا يخلو الكتاب من ذكر الصيد للحيوان البحري، وتبركت بقوله عز وجل: "أحل لكم صيد البحر وطعامه"، فصيد البحر وطعامه ما نضب عنه الماء. وقوله تعالى: "يا أيها الذين آمنوا ليبلونكم الله بشيء من الصيد تناله أيديكم ورماحكم" تناله أيديكم أي بيض النعام، ولو بسط الكلام لوقع الملام، وقد اشترط أولاً اختصار كتاب الأقلام، ومنه تعالى يستمد الإكرام وهي حسبي ونعم الوكيل.
باب مستدرك في ما يتحيل به من يريد الصيد عند فقد آلة الصيد من سهم عذار، وبه يتم الكتاب إن شاء الله تعالى
قال المؤلف: ينبغي لمن أراد أن يحتال على الطير ليصيده فليأخذ شيكران ويذيبه بالماء، ويضاف إليه قدر الماء من عسل، ثم انقع فيه براً يوماً وليلة ثم القِ ذلك البر للطير فإنه يغشى عليه، فتأخذه خلاصة يسقى ما فيه سمن.
وأما صيد طير الماء فيوضع لهن في شط الماء الذي يتقربن منه خمراً في إماء قد وضع فيه بنج فيؤخذوا ودردي الخمر يفعل ذلك من البنج.
وأما كيفية صيد الحجل فليعمد إلى دقيق بر غير منخول يعجن بخمر ثم يطرح للحجل في موقع نهر، فإذا أكلوا ذاك أخذوا. وكذلك تفعل بالكركي.