للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وهو ديرٌ على شاطئ النيل بمصر، شرقيه من جهة الصعيد. [ودير سويرس أيضاً] : بأسيوط [منسوب إلى رجل] .

[١٦ دير أبي هور: ذكر الشابشي أنه بسرياقوس من أعمال مصر. وهو بيعة عامرة كثيرة الرهبان، فيها أعجوبة، وهو أن من كانت له خنازير، قصد هذا الموضع للعلاج فيه، فيأخذه رئيس البيعة ويضجعه ثم يأتي بخنزير، ويرسله على موضع العلة، فيأخذ الخنزير موضع الوجع ولا يتعداه، فإذا نظف الموضع ذر عليه رماد خنزير فعل هذا الفعل من قبل، ومن زيت قنديل البيعة فيبرأ. ثم يؤخذ ذلك الخنزير فيذبح ويحرق، ويعد رماده لمثل هذا العلاج فيما بعد.

١٧ دير أبي يوسف: فوق الموصل، ودون (بلد) بينه وبين (بلد) فرسخ واحد. وهو دير كبير، كثير الرهبان، وهو على شاطئ دجلة، في ممر القوافل.

مر به الخالدي فوصفه قائلاً:

بديرِ أبي يوسف خمرةٌ ... تزيد على لهب البارقٍ

ونرجسه كنسيم الحبي ... بِ عندَ محبٍ له وامقٍ

١٨ دير اتريب: ذكره الشابشي، وقال: ودير اتريب بمصر، ويقال له: مارت مريم. وله عيد عندهم في الحادي والعشرين من بؤؤنة. ويذكرون أن حمامة بيضاء تجيئهم فتدخل المذبح لا يدرون من أين جاءت، ثم لايرونها الى يوم مثله.

١٩ دير أحويشا: وأحويشا بالسريانية الحبيس.

وهذا الدير ب (إسعرت) ، وهي مدينة بدياربكر، قرب (أزرن الروم) (وجيزان) . وهو يطل على (أزرن) ، وهو دير كبير عظيم، فيه أربعمائة راهب في قلالي، وحوله بساتين وكروم، وهو في نهاية العمارة وحسن الموقع وكثرة الفاكهة والخمور. وتحمل خموره إلى ما حوله من البلدان لجودته. وبقربه عين عظيمة تدير ثلاث (أرحاء) ، وإلى جانبه نهر يعرف بنهر الروم. وفيه يقول أبو بكر بن أحمد بن محمد ابن طناب اللبادي لأنه كان يلبس لبداً أحمر:

وفتيانٍ كهمكَ من أناس ... خفاف في الغدو، وفي الرواح

نهضت بهم، وستر الليل ملقى ... وضوء الصبح مقصوص الجناح

نؤم بدير أحويشا غزالا ... غريب الحسن كالقمر اللياح

وكابدنا السرى شوقاً إليه ... فوافينا الصباح مع الصباح

نزلنا منزلاً حسناً أنيقاً ... بما نهواه معمور النواحي

قسمنا الوقت فيه لاغتباق ... على الوجه المليح ولاصطباح

وظلنا بين ريحان وراح ... وأوتار تساعفنا فصاح

وساعفنا الزمان بما أردنا ... فأبنا بالفلاح وبالنجاح

٢٠ ديرُ أروى: بالفتح في أوله، ثم بسكون رائه المهملة، والواو وبالقصر.

و (أرْوَى) : اسم امرأة. وهو في الأصل جمع أرويةٍ وهي أنثى الوعل، بوزن أفعولة، إلا أنهم قلبوا الواو الثانية ياءً، ثم ادعمت في التي بعدها، وكسروا الأولى لتسلم الياء، وجمع القلة: أروي، والكثير أروى، على (أفْعَل) بغير قياس.

وديْرَ أروى ببادية الشام، ذكره جرير في شعره، فقال:

سألناها الشفاءَ فما شفتْنَا ... ومنّتنا المواعدَ والخلابا

لشتانَ المجاورَ ديرَ أروَى ... ومن سكنَ السلية والجِنايا

أسيلةُ معقدِ السمطينِ منها ... وريّا حيثُ تعتقد الحقابا

وقال يذكره:

هل رام جوُّ سويقتيْن مكانَهُ ... أو حلَّ بعد محلِّنا البردانْ

هلْ تؤنسانِ، ودير أروى بيننَا ... بالأعزلينِ بواكرَ الأظعانْ

٢١ ديارات الأساقف: [بلفظ الجمع لدير، وأسقفُ: وهو من رؤساء النصارى. وديارات الأساقف: قباب وقصور بحضرتها نهر يعرف بالغدير، بالنجف، ظاهر الكوفة، عن يمينها قصر أبي الخصيب، وعن شمالها السدير، قال الحماني بذكرها:

كم وقفة لك بالخوَرْ ... نقِ، ما تُوازى بالمواقفْ

بين الغديرِ إلى السدي ... رِ دياراتِ الأساقفِ

فمدارج الرهبانِ في ... بريةٍ فيها المصائفْ]

٢٢ دير إسحاق: بين حمصَ وسلميةَ. في أحسنِ موقعٍ، وأنزهِ موضع.

وبقربهِ ضيعةٌ كبيرةٌ يقال لها (جدَر) ، وهي التي ذكرها الأخطل في شعره، فقال:

كأنني شاربٌ يوم استبدَّ بهمْ ... من قرقفٍ ضمنتْها حمصُ أو جدَرُ

وللشعراء وأهل القصف أشعارٌ كثيرةٌ في هذا الديرِ.

<<  <   >  >>