للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أَن الْمُطِيع اشْتَرَاهُ من أبي طَاهِر القرمطي وَفِيه نظر؛ لِأَن أَبَا طَاهِر مَاتَ قبل خلَافَة الْمُطِيع فِي سنة اثْنَيْنِ وَثَلَاثِينَ وثلاثمائة بهجر من جدري هلكه فَلَا رحم الله مِنْهُ مغرز إبرة على مَا ذكره ابْن الْأَثِير وَغَيره. وَلما أَخذه القرمطي هلك تَحْتَهُ أَرْبَعُونَ جملا وَلما حمل أُعِيد إِلَى مَكَانَهُ حمل على قعُود أعجف فسمن تَحْتَهُ. قَالَ المسبحي: كَانَت مُدَّة كينونة الْحجر الْأسود عِنْد القرمطي وَأَصْحَابه اثْنَيْنِ وَعشْرين سنة إِلَّا أَرْبَعَة أَيَّام. وَفِي كتاب " السّير " من شرح الطَّحَاوِيّ لأبي بكر الرَّازِيّ: اسْتِحْقَاق الْقَتْل لَا يَزُول عَن القرامطة المتسمية بالباطنية لعنهم الله بزعمهم أَنهم مقرون بِكَلِمَة التَّوْحِيد والنبوة؛ لأَنهم ينقضون ذَلِك للْحَال بقَوْلهمْ: إِن للشريعة بَاطِنا مرَادا غير مَا نقلته الْأمة، وَكَذَلِكَ أشباههم من معاير الْمُلْحِدِينَ. انْتهى. قَالَ الذَّهَبِيّ فِي " العبر " فِي سنة ثَلَاث عشرَة وَأَرْبَعمِائَة: تقدم بعض الباطنية من الْبَصرِيين فَضرب الْحجر الْأسود بدبوس فَقَتَلُوهُ فِي الْحَال. قَالَ مُحَمَّد بن عَليّ بن عبد الرَّحْمَن الْعلوِي: قَامَ فَضرب الْحجر ثَلَاث ضربات. قَالَ: إِلَى مَتى يعبد الْحجر؟ وَلَا مُحَمَّد وَلَا عَليّ فيمنعني مُحَمَّد مِمَّا أَفعلهُ، فَإِنِّي الْيَوْم أهدم هَذَا الْبَيْت. فالتفاه أَكثر الْحَاضِرين وَكَانَ أَن يفلت، وَكَانَ أَحْمَر أشقر جسيماً طَويلا، وَكَانَ على بَاب الْمَسْجِد عشرَة فوارس ينصرونه فاحتسب رجل ووجأه بخنجر، ثمَّ تكاثروا عَلَيْهِ فَهَلَك وأحرق، وَقتل جمَاعَة مِمَّن اتهمَ بمعاونته واختبط الْوَفْد، وَمَال النَّاس على ركب الْبَصرِيين بالنهب، وتخشن وَجه الْحجر وتساقط مِنْهُ شظايا يسيرَة وتشقق، وَظهر مكسره أسمر يضْرب إِلَى صفرَة محبباً مثل الخشخاش، فَأَقَامَ الْحجر على ذَلِك يَوْمَيْنِ ثمَّ إِن بني شيبَة جمعُوا الفتات وعجنوه بالمسك واللك وحشوا الشقوق وطلوها بطلاء من ذَلِك فَهُوَ بَين لمن تَأمله. وَذكر ابْن الْأَثِير: أَن هَذِه الْحَادِثَة كَانَت فِي سنة أَربع عشرَة وَأَرْبَعمِائَة. وَذكر المسبحي: أَن نَافِع بن مُحَمَّد الْخُزَاعِيّ دخل الْكَعْبَة فِيمَن دَخلهَا للنَّظَر إِلَى الْحجر الْأسود لما كَانَ فِي الْكَعْبَة بعد رد القرامطة لَهُ، وَأَنه تَأمل الْحجر الْأسود فَإِذا

<<  <   >  >>