بَابهَا حجر مَكْتُوب فِيهِ: إِنَّهَا دَار أبي بكر الصّديق رَضِي الله عَنهُ وَإِنَّهَا عمرت بِأَمْر الْأَمِير الْكَبِير نور الدّين عمر بن عَليّ بن رَسُول الْملك المَسْعُودِيّ فِي سنة ثَلَاث وَعشْرين وسِتمِائَة، ويقابل هَذِه الدَّار حجر فِي جِدَار يُقَال: إِنَّه الَّذِي كلم النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم على مَا ذكره ابْن رشيد بِضَم الرَّاء فِي رحلته نقلا عَن الْعلم أَحْمد بن أبي بكر بن خَلِيل الْعَسْقَلَانِي، عَن عَمه سُلَيْمَان بن خَلِيل، عَن ابْن أبي الصَّيف عَن الميانشي عَن كل من لقِيه بِمَكَّة، وَذكر ذَلِك ابْن جُبَير وَالنَّاس يتبركون بمسح هَذَا الْحجر إِلَى الْآن. وَذكر سعد الدّين الإسفرائيني فِي كتاب " زبدة الْأَعْمَال ": أَن أهل مَكَّة يَمْشُونَ فِي المواليد من دَار خَدِيجَة إِلَى مَسْجِد يَقُولُونَ: إِنَّه كَانَ دكان أبي بكر الصّديق رَضِي الله عَنهُ كَانَ يَبِيع فِيهِ الْخَزّ، وَأسلم فِيهِ على يَد عُثْمَان بن عَفَّان وَطَلْحَة بن الزبير وَغَيرهم من الصَّحَابَة قَالَ وَفِي جِدَار هَذَا الدّكان أثر مرفق رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يرْوى: أَنه جَاءَ دكان أبي بكر ذَات يَوْم واتكئ على هَذَا الْجِدَار ونادى بِأبي بكر مرَّتَيْنِ. قَالَ: وَفِي هَذَا الزقاق حجر مركب على جِدَار يزوره النَّاس وَيَقُولُونَ: هَذَا الْحجر سلم على رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ليَالِي بعث. انْتهى. وروى التِّرْمِذِيّ وَمُسلم أَن رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ:" إِنِّي لأعرف حجرا بِمَكَّة كَانَ يسلم عَليّ قبل أَن ينزل على ". قَالَ السُّهيْلي فِي الرَّوْض الْأنف: وَفِي بعض المسندات زِيَادَة أَن هَذَا الْحجر الَّذِي كَانَ يسلم عَلَيْهِ هُوَ الْحجر الْأسود. قَالَ: وَهَذَا التَّسْلِيم الْأَظْهر فِيهِ أَن يكون حَقِيقَة، وَأَن يكون الله أنطقه إنطاقاً كَمَا خلق الحنين فِي الْجذع، وَلَيْسَ من شَرط الْكَلَام الَّذِي هُوَ حرف وَصَوت الْحَيَاة وَالْعلم والإرادة؛ لِأَنَّهُ صَوت كَسَائِر الْأَصْوَات، وَالصَّوْت عرض فِي قَول الْأَكْثَرين، وَلم يُخَالف فِيهِ إِلَّا النظام فَإِنَّهُ زعم أَنه جسم وَجعله الْأَشْعَرِيّ اصطكاكاً فِي الْجَوَاهِر بَعْضهَا لبَعض فَهُوَ عِنْده من الأكوان وَقَالَ أَبُو بكر بن الطّيب: لَيْسَ الصَّوْت نفس الاصطكاك وَلكنه معنى زَائِد عَلَيْهِ. قَالَ السُّهيْلي: وَلَو قَدرنَا الْكَلَام صفة قَائِمَة بِنَفس الْحجر، وَالصَّوْت عبارَة عَنهُ، لم يكن بُد من اشْتِرَاط الْحَيَاة وَالْعلم مَعَ الْكَلَام، وَالله أعلم أَي ذَلِك كَانَ، أَكَانَ كلَاما مَقْرُونا بحياة وَعلم، فَيكون الْحجر بِهِ مُؤمنا، أم كَانَ صَوتا