للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .


= فقلت لعمرو تلك يا عمرو ناره تشب قفا عير فهل أنت ناظر
وحكى ابن الأثير كلام أبي عبيد مختصرًا، ثم قال: وقيل: إن عيرًا جبل بمكة، فيكون المراد: أُحرم من المدينة مقدار ما بين عير وثور بمكة، على حذف المضاف، ووصف المصدر المحذوف.
وقال النووي: يحتمل أن يكون ثور كان اسم جبل هناك؛ إما أحد وإما غيره.
وقال المحب الطبري في الأحكام بعد حكاية كلام أبي عبيد ومن تبعه:
قد أخبرني الثقة العالم، أبو محمد، عبد السلام البصري أن حذاء أحد عن يساره جانحًا إلى ورائه جبل صغير يقال له ثور، وأخبر أنه تكرر سؤاله عنه لطوائف من العرب - أي العارفين بتلك الأرض وما فيها من الجبال - فكل أخبر أن ذلك الجبل اسمه ثور، وتواردوا على ذلك.
قال: فعلمنا أن ذكر ثور في الحديث صحيح، وأن عدم علم أكابر العلماء به لعدم شهرته وعدم بحثهم عنه. قال: وهذه فائدة جليلة.
وقرأت بخط شيخ شيوخنا القطب الحلبي في شرحه: حكى لنا شيخنا الإمام أبو محمد عبد السلام بن مزروع البصري أنه خرج رسولاً إلى العراق، فلما رجع إلى المدينة كان معه دليل، وكان يذكر له الأماكن والجبال، قال: فلما وصلنا إلى أحد؛ إذا بقربه جبل صغير، فسألته عنه فقال: هذا يسمى ثورًا. قال: فعلمت صحة الرواية، وكأن هذا كان مبدأ سؤاله عن ذلك، وذكر شيخنا أبو بكر بن حسين المراغي نزيل المدينة في مختصره لأخبار المدينة أن خَلَف أهل المدينة ينقلون عن سلفهم أن خلف أحد من جهة الشمال جبلاً صغيرًا إلى الحمرة بتدوير يسمى ثورًا، قال: وقد تحققته بالمشاهدة.
وأما قول ابن التين أن البخاري أبهم اسم الجبل عمدًا لأنه غلط فهو غلط منه، بل إبهامه من بعض رواته، فقد أخرجه في الجزية فسماه، والله أعلم. بتصرف يسير عن فتح الباري ٤/ ٩٨ - ٩٩. وجبل ثور جبل صغير شمال أحد من الغرب، يقع شمال مبنى الصرف الصحي، وقد حددت موقعه لجنة مكونة من علماء المدينة في زماننا وهم: عمر بن محمد فلاتة، وحماد بن محمد الأنصاري، ومرزوق بن هيّاس الزهراني، وعبد العزيز بن عبد الفتاح القاري، ونشر في مجلة المنهل العدد ٤٩٩ سنة ١٤١٣ هـ، ص ٦٧.

<<  <   >  >>