للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

١١٦ - وروى مالك في الموطأ // أَنَّ عمرو بنَ الجَموح وعَبد الله بن عمرو الأنصاريين كان السيل قَدْ حَفَرَ قَبْرَهُمَا، وكانا في قَبْرٍ واحد، فهما مِمَّنْ استشهد بأحد، فَحُفِرَ عنهما ليغيرا (١) من مكانهما، فوجدا لم يتغيرا (٢)، كأنَّهما ماتا بالأمس، وكان أَحَدُهما قَدْ جُرِحَ فَوَضَعَ يَدَهُ على جُرْحِهِ فَدُفِنَ وهو كذلك، فَأُمِيطَتْ يَدُهُ عن جُرحِهِ، ثُمَّ أُرْسِلَتْ، فَرَجَعَتْ كما كانت، وكان بين أُحد وبين ما حفر عنهما ست وأربعون سنة// (٣).

١١٧ - قلت: // وقبور الشهداء اليوم لا يعرف منها إلا قبر حمزة - رضي الله عنه -، فإنَّه قد بَنَتْ (٤) أم الخليفة الناصر لدين الله - وفقها الله لمراضيه - مشهدًا كبيرًا،


= وأخرجه البيهقي من وجه آخر عن العطاف بن خالد أيضًا ٣/ ٣٠٧، وهذا الأثر ضعيف، لجهالة خالة العطاف.
وذكره الواقدي فقال: وكانت فاطمة الخزاعية قد أدركت تقول: رأيتني وغابت الشمس بقبور الشهداء ومعي أخت لي ... الخ. والواقدي متروك ومتهم، فالأثر ضعيف. كتاب المغازي ٣/ ٣١٤.
(١) في (ج) و (د): (لينقلا) بدل (ليغيرا).
(٢) سقط في (ج) و (د): (لم يتغيرا).
(٣) تخريج الأثر رقم (١١٦): الأثر صحيح ورجال إسناده ثقات.
أخرجه مالك في كتاب الجهاد، ح ٤٩، ص ٣٤٣، عن عبد الرحمن بن أبي صعصعة.
أخرجه البيهقي في دلائل النبوة ٣/ ٢٩٣، حدثنا محمد بن عمر الواقدي عن شيوخه.
الطبقات الكبرى لابن سعد ٣/ ٥٦٢ - ٥٦٣، قال: أخبرنا عبد الله بن مسلمة بن قعنب قال: أخبرنا مالك بن أنس.
(٤) في نسخ (ب) و (ج) و (د) كلمة (عليه) قبل (أم الخليفة)، وهي الست زمرد خاتون، أم الناصر لدين الله أحمد أبي العباس بن المستضيء بأمر الله أبي محمد الحسن، كانت صالحة، عابدة كثيرة البر والإحسان.
والناصر أحمد: مولده سنة ٥٥٣ هـ، وبويع له سنة ٥٧٥ هـ، وكان صاحب شجاعة وإقدام ودهاء، رديء السيرة في الرعية، معروفًا بالظلم، أصابه الفالج آخر أيامه، ومات سنة ٦٢٢ هـ. مختصر ابن الدبيثي، ص ١٠٣، البداية والنهاية ١٣/ ٣٦، شذرات الذهب ٣/ ٩٧.

<<  <   >  >>