للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَحَسَّنَ النَّاسُ ذلِك ودعوا له، فَأَصْبَحَ فدعا العمالَ، وباشَرَ ذلك بنفسِهِ، وكانَ رجلاً يصومُ النَّهارَ ويَقومُ الليلَ، وكانَ لا يَخْرُجُ مِنَ المَسْجِدِ، [فَهَدَمَهُ] (١)، وَأَمَرَ بالقَصَّةِ المنخولة، وكانَ عَمَلُهُ في أولِ ربيع الأول سَنَةَ تِسعٍ وَعِشرين، وَفَرَغَ مِنْهُ حينَ دَخَلَتِ السنةُ لهلالِ المحرمِ سنة ثلاثين، وكانَ عَمَلُهُ عشرة أشهر.

وزَادَ مِنَ القِبلةِ إلى موضِع الجدارِ اليوم، وزادَ فيهِ مِنَ المغربِ أسطوانًا بعد المربعة، وزَادَ فيه من الشام خَمسِينَ ذراعًا، وَلَمْ يَزِدْ فيهِ مِنَ المَشرِقِ شيئًا، وبناهُ بالحجارةِ المنقوشةِ [٣٧/أ] والقَصّةِ وخَشَبِ النَّخْلِ والجريد، وَبَيَّضَهُ بالقَصَّة، [وَقَدَّرَ] (٢) زَيْدُ بنُ ثابتٍ أساطينَهُ فَجَعَلَها على قَدرَ النَّخْل، وَجَعَلَ [فيه] (٣) طيقان (٤) مما يلي المشرق والمغرب، وبنى المقصورة بلَبِنٍ، وَجَعَلَ فيها كوةً ينظرُ النَّاسُ مِنْها إلى الإمام، وَكانَ يُصلي فيها خَوْفًا مِنَ الذي أصابَ عُمَرُ - رضي الله عنه -، وكانت صغيرة.

وَجَعَلَ عُمُدَ المسجدِ حجارةً منقوشَة فيها أعمدةُ الحديد، فيها الرصاصُ، وَسَقَفَهُ بالساج، وَجَعَلَ طولَهُ ستين ومئةَ ذراع، وعرضَهُ خمسين ومئةَ ذراع، وَجَعَلَ أبوابَهُ على ما كانَ على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، عليه؛ باب عاتكة، والباب


(١) سقطت كلمة: (فهدمه) من نسخة (أ)، وهي مثبتة في بقية النسخ، وهو الصواب.
(٢) في نسخة (أ) سقطت حرف الراء من كلمة (قدر)، والصواب إثباتها.
(٣) في نسخة (أ): (فيها)، وباقي النسخ: (فيه)، وهو الصواب والموافق للسياق.
(٤) في نسختي (ج) و (د): (طاقات) بدل: (طيقان) في نسختي (أ) و (ب).

<<  <   >  >>