كتاب الدرة الثمينة في أخبار المدينة - ط بحوث المدينة

الباب الخامس عشر: في ذكر وفاة النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبيه - ص: 416

ونُفِذَتْ إلى مشهدِ علَيِّ بنِ أبي طالب - رضي الله عنه - بالكوفةِ، وعُلِّقَتْ هذهِ عوَضُها، فلمَّا ولِّي الإمامُ الناصرُ لدينِ اللهِ (١) أنَفَذَ ستارةً أخرى مِنَ الإبريسم الأسودِ، وطَرْزُها (٢) وجاماتُها مِنَ الإبريسم الأبيض، وعُلِّقَتْ فوقَ تِلْكَ، فلمَّا حَجَّتْ الجهةُ (٣) أمُّ الخليفةِ وعادتْ إلى العراقِ عَمِلَتْ ستَّارةً مِنَ الإبريسم الأسودِ أيضًا على شكلِ المذكورة، ونفذتها فَعُلِّقَتْ [على] (٤) هذهِ، ففي يومِنا هذا على الحجرةِ (٥) ثَلاثُ ستائر، بعضُهنَّ على بعض (٦)، وفي [سقف] (٧) المسجدِ الذي بَيْنَ القبلةِ والحجرة، على رأس [الزُّوار] (٨) إذا وقفوا [مُعَلَّقٌ] (٩) نَيِّفٌ وأربعون قنديلاً [كباراً وصغارًا] (١٠) من الفضةِ المنقوشةِ والساذجةِ (١١)، وفيها اثنان

---

(١) الناصر لدين الله، الخليفة أبو العباس أحمد بن المستضيء بأمر الله، ولد سنة ٥٥٣ هـ، وبويع له بالخلافة سنة ٥٧٥ هـ، وكان جوادًا كريمًا، رحيمًا عادلاً، وهو الذي بنى المدرسة المستنصرية بالعراق، توفي سنة ٦٢٢ هـ. سير أعلام النبلاء ٢٢/ ١٩٢، البداية والنهاية ١٣/ ١٠٦، شذرات الذهب ٥/ ٩٧.
(٢) في (ج) و (د): (وطرازها).
(٣) في (ج): (الجهمة)، وفي (د): (الجهيمة).
(٤) سقطت من (أ) كلمة: (على).
(٥) في (ب) زيادة بعد: (الحجرة): (الشريفة النبوية، على ساكنها أفضل الصلاة والسلام والرحمة)، وهي مكررة في (ب) كلما ذكرت الحجرة.
(٦) ذكر ذلك السمهودي في وفاء الوفا ٢/ ٥٨١ - ٥٨٢.
(٧) في (أ) و (ب): (رصف)، تصحيف.
(٨) في (أ) و (ب): (الزورا)، تصحيف.
(٩) سقط من (أ) لفظ: (معلق).
(١٠) في (أ) و (ب): (كبار وصغار).
(١١) الساذجة: الخالصة غير المشوبة وغير المنقوشة. مادة (سذج) المعجم الوسيط ١/ ٤٢٤.