للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

٣٢٤ - [٥٦/ب] واعلم أنَّ في سنةِ ثمانٍ وأربعين وخمس مئة سمعوا صوتَ هَدَّةٍ في الحجرةِ، وكان الأميرُ يومئذٍ قاسمُ بنُ مهنا الحسيْني، فأخبروه في الحالِ، فقالَ: ينبغي أن ينزلَ شخصٌ إلى هناك ليبصرَ (١) ما هذه الهدَّة، وافتكروا في شخصٍ يصلُحُ لذلك، فلم يجدوا إلا عمَر [النسائي] (٢) شيخُ شيوخِ الصوفية بالموصل، وكانَ مجاورًا بالمدينةِ، فذكروا لَهُ ذَلِكَ، فذكَر أنَّ بهِ فِتقًا، والريحُ والبولُ تحوجُهُ إلى دخولِ الغائطِ مرارًا، فألزموهُ فقالَ: أمهلوني حتى أرَوِّضَ نفسي، وقيلَ إنَّهُ امتَنَعَ مِنَ الأكلِ والشربِ، وسأل النبي (٣) صلى الله عليه وسلم إمساكَ ذلِكَ المرض عنه بقدرِ ما يُبْصِرُ ويَخْرُجُ، ثُمَّ إنِّهم أنزلوهُ بالحبالِ (٤) من الخوخةِ إلى الحظيرِ (٥) الذي بناهُ (٦) عُمَرُ ودخلَ مِنْهُ إلى الحجرةِ ومعهُ شمعةٌ يستضيءُ بها، فرأَى شيئًا مِنْ طينِ السقفِ قَدْ وَقَعَ على القبور، فأزالَهُ وكنسَ الترابَ بلحيتِهِ، وقيلَ إنَّه كانَ مليحَ الشيبةِ، وأَمْسَكَ اللهُ عَنْهُ الداءَ (٧) بقدر ما خرجَ مِنَ الموضعِ وعادَ إليه (٨)،


(١) في (ج) و (د): (لينظر).
(٢) في (أ): (النساي)، وفي (د): (النساك). لم أجد له ترجمة.
(٣) في (د) زيادة قبل: (النبي صلى الله عليه وسلم): (الله بجاه)، وهذا خلاف ما عليه سلف هذه الأمة، ومنهم أبو حنيفة وصاحباه، فقد ذكر ابن مودود الحنفي في كتابه: (الاختيار لتعليل المختار) ٤/ ١٦٤ عن أبي حنيفة رحمه الله وصاحبيه: ((ويكره أن يدعو الله إلا به))، ثم شرح ذلك بقوله: ((فلا يقول: أسألك بفلان، أو بملائكتك، أو بأنبيائك، ونحو ذلك، لأنه لا حق للمخلوق على الخالق)).
(٤) في (ج) و (د): (الحال).
(٥) في (ج): (الحظيرة).
(٦) في (ج) و (د): (بناها).
(٧) في (ج): (الدار)، وفي (د): (الإدرار).
(٨) في (ج) و (د) زيادة بعد: (وعاد إليه)، وهذا ما سمعته من أفواه جماعة، والله أعلم بحقيقة الحال).

<<  <   >  >>