وقد ورد اسم المدينة في القرآن الكريم أربع مرات: ١ - {وَمِمنْ حَوْلَكُم مِنَ الأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ المَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ} [التوبة: ١٠١]. ٢ - {مَا كَانَ لِأَهْلِ المَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُمْ مِنَ الأَعْرَابِ أَن يَتَخَلَّفُوا عَن رَسُولِ اللهِ} [التوبة: ١٢٠]. ٣ - {لَئِن لَمْ يَنْتَهِ المُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالمُرْجِفُونَ فِي المَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ} [الأحزاب: ٦]. ٤ - {يَقُولُونَ لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى المَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الأَعَزُّ مِنْهَا الأَذَلَّ} [المنافقون: ٨]. (٢) طابة وطيبة: طابة بتخفيف الموحدة، وطيبة بسكون المثناة التحتية، وطيِّبة بتشديدها، وطائب: ككاتب، وهذه الأربعة مع اسمها المطيبة أخوات لفظًا ومعنى، مختلفات صيغة ومبنى، وقد صح حديث ((إن الله سمى المدينة طابة))، وفي رواية ((إن الله أمرني أن أسمي المدينة طابة))، وروى ابن شبة وغيره: كانوا يسمون المدينة يثرب، فسماها رسول الله صلى الله عليه وسلم طيبة. وتسميتها بهذه الأسماء؛ إما من الطيِّب بتشديد المثناة، وهو الطاهر، لطهارتها من أدناس الشرك، أو لموافقتها من قوله تعالى {بِرِيحٍ طَيِّبَةٍ} [يونس: ٢٢]، أو لحلول الطَّيِّب بها - صلى الله عليه وسلم -، أو لكونها كالكير تنفي خبثها، وينصع طيبها، وإما من الطيب، بسكون المثناة، لطيب أمورها كلها، وطيب رائحتها، ووجود ريح الطيب بها، قال ابن بطال: من سكنها يجد من تربتها وحيطانها رائحة حسنة، وقال الإشبيلي: لتربة المدينة نفحة، ليس طيبها كما عهد من الطيب، بل هو عجب من الأعاجيب، وقال ياقوت: من خصائصها طيب ريحها، وللمطرفيها رائحة لا توجد في غيرها، وما أحسن قول أبي عبد الله العطار: بطيب رسول الله طاب نسيمها فما المسك ما الكافور ما المَنْدَلُ الرطب لسان العرب ٤/ ٢٧٣٤ النهاية لابن الأثير ٣/ ١٤٩ معجم البلدان ٤/ ٥٣ وفاء الوفا ١/ ١٦ - ١٧.