للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
رقم الحديث:

٢٦ - وَقَالَتْ عائشةُ رَضِيَ اللهُ عنها: ((لَمَّا قَدِمَ رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -المدينةَ وُعِكَ أبو بكر وبلال، قالت: فَدَخَلْتُ عليهما، فقلتُ: يا أبتِ؛ كَيفَ تَجدُكَ؟ ويا بلال؛ كيفَ تَجِدُكَ؟ قالت: فكان أبو بكر إذا أخذته الحمى يقول:

كُلُّ امرئ مُصبَّحٌ في أَهْلِهِ ... والموتُ أَدْنى مِنْ شِراكِ نَعْلِهِ (١)

قَالتْ: وكان بلالُ إذا [أَقْلَعَتْ] (٢) عنه الحمَّى يَرْفَعُ عقَيرتَه (٣) فيقول:

أَلا ليت شعري هَلْ أَبيتَنّ ليلةً ... بوادٍ وحولي إِذْخرٌ وجَليلُ (٤)

وهل أرِدَنْ يومًا مياهَ مَجنَّةٍ ... وهل يَبْدُوَّنْ لي شامةٌ وطَفيلُ (٥)


(١) ذكر ابن حبان عن عمر بن شبة في تاريخ المدينة المنورة أن هذا البيت من الرجز الذي تمثل به أبو بكر - رضي الله عنه - هو لحنظلة بن يسار، قاله يوم ذي قار. حاشية صحيح ابن حبان ٩/ ٤١.
(٢) في نسخة (أ): (أقلع) بدل (أقلعت)، والصحيح ما أثبتناه.
(٣) قال في القاموس المحيط: والعقيرة: صوت المغني والباكي والقارئ. مادة (عقر) القاموس المحيط، ٤٤٣.
(٤) بواد: أي وادي مكة.
إذخر وجليل: نبتان من الكلأ طيبا الرائحة، يكونان بمكة وأوديتها، لا يكادان يوجدان في غيرها.
ذكره شعيب الأرناؤوط في تحقيقه لصحيح ابن حبان، نقلاً عن عمر بن عبد البر، حاشية صحيح ابن حبان ٩/ ٤٢.
(٥) مجنة: بالفتح وتشديد النون: اسم لمكان من الجِنَّة، وهو الستر والإخفاء، ومجنة: اسم سوق للعرب كان في الجاهلية، وكان ذو المجاز ومجنة وعكاظ أسواقًا في الجاهلية، قال الأصمعي: وكانت مجنة بمر الظهران قرب جبل يقال له الأصفر، وهو بأسفل مكة على قدر بريد منها.
وقيل: مجنة: بلد على أميال من مكة، وهو لبني الدُئِل خاصة، وقال الأصمعي: مجنة: جبل لبني الدئل خاصة بتهامة، بجنب طفيل، وإياه أراد بلال فيما كان يتمثل بالأبيات السابقة. معجم البلدان، لياقوت ٥/ ٥٨ - ٥٩ ................... =

<<  <   >  >>