للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قضى الحسن البصري رحمه الله بأن المديون المعسر لا يحبس (١)، وقضى بأن الموسر يحبس في الدين (٢).

• تحرير محل النزاع:

اتفق أئمة المذاهب الأربعة على أن لا حبس على المعسر، وأن من ادعى الافلاس ولم يعلم صدقه يحبس حتى يتبين أمره. (٣)

قال ابن رشد (٤): "وأما المفلس الذي لا مال له أصلاً، فإن فقهاء الأمصار مجمعون على أن العدم له تأثير في إسقاط الدين إلى وقت ميسرته، إلا ما حكي عن عمر بن عبد العزيز أن لهم أن يؤاخروه، وقال به أحمد (٥) من فقهاء الأمصار (٦).


(١) قال وكيع: قال حاتم بن الليث: حدثنا مسلم، قال: حدثنا أبو هلال، عن غالب القطان، قال: شهدت الحسن وهو قاض، أقر عنده رجل بدين، فقال: احبسه لي، قال: هل تعلم له مالاً فتأخذه فنعطيك، أو شيئاً له يبيعه فندفع إليك ثمنه؟ قال: لا، قال: فإني لا أحبسه حتى يكد على نفسه وعياله. انظر: أخيار القضاة لوكيع ص ٢٣٧.
(٢) انظر: المغني لابن قدامة ٤/ ٣٣٩.
(٣) انظر: بدائع الصنائع للكاساني ٧/ ١٧٣؛ المدونة للإمام مالك ٤/ ٥٩؛ شرح التلقين للمازري ٣/ ٣٨٦؛ المجموع شرح المهذب للنووي ١٣/ ٢٧٦؛ فتح العزيز شرح الوجيز للرافعي ٥/ ٢٥؛ الإنصاف في معرفة الراجح من الخلاف للمرداوي ٥/ ٢٧٥ - ٢٨٠.
(٤) ابن رشد الحفيد محمد بن أحمد بن محمد القرطبي،، ولد سنة عشرين وخمس مائة، العلامة، فيلسوف الوقت، ولي القضاء، له عدة تصانيف منها: بداية المجتهد، الكليات في الطب، مختصر المستصفى، توفي سنة ٥٩٥ ه. انظر: سير أعلام النبلاء للذهبي ٢١/ ٣٠٧.
(٥) أحمد بن محمد بن حنبل الشيباني، أحد الأئمة الأعلام، المحدث، الفقيه، ولد عام ١٦٤ هـ، طلب العلم وعمره خمسة عشر عاماً، من مؤلفاته: المسند. توفي عام ٢٤١ هـ. انظر: سير أعلام النبلاء للذهبي ١١/ ١٧٧.
(٦) قال ابن مفلح: " ونص أحمد وحققو أصحابه على حبسه" انظر: الفروع لابن مفلح ١١/ ١٩٦.

<<  <   >  >>